و هكذا فلا جدة ، و لا مخالفة ، و لا ميزة ، و لا
اعجاز ينفرد به القرآن فيما وصفوه " اسلوب جديد "
فى النبوة و المعجزة . فقد " شهد شاهدين من بنى اسرائيل
على مثله " ، و الكتاب " إمامه " فى الهدى
و البيان ( الاحقاف 10 – 12 ) : " قل : فأتوا بكتاب
من عند الله هو أهدى منهما اتبعه إن كنتم صادقين "
. فالقرآن و الكتاب ، كلاهما فى الهدى واحد ، فليس القرآن
" أسلوبا جديدا " فى النبوة و المعجزة .
بحث خامس
كيفية الوحى القرآنى – " برحاء الوحى "
إن " الاسلوب الجديد " الحق ، فى الوحى و
التنزيل ، هو ما أسموه " برحاء الوحى " ، اى
كيفيته و حالاته عند النبى العربى .
و قد نقل لنا السيوطى أقوالهم فى حالة الوحى ( الاتقان
1 : 45 – 46 ) : " فصل : و قد ذكر العلماء للوحى
كيفيات :
" احداهما : أن يأتيه الملاك فى مثل صلصلة الجرس
، كما فى الصحيح . و فى مسند أحمد عن عبد الله بن عمر
: سألت النبى ص هل تحس بالوحى ؟ فقال : أسمع صلاصل ثم
اسكت عند ذلك ، فما روى مرة بوحى إلا ظنت نفسى تقبض ...
و فى الصحيح ان هذه الحالة أشد حالات الوحى عليه .
" الثانية " أن ينفث فى روعه الكلام نفثا
...
" الثالثة " أن يأتيه فى صورة الرجل فيكلمه
، كما فى الصحيح : " و أحيانا يتمثل لى الملاك رجلا
فيكلمنى فأعى ما يقول " . زاد أبو عوانه فى صحيحه
: " و هو أهونه على " .
" الرابعة : ان يأتيه الملاك فى النوم . |