خاتمة
معجزة " الحديد " هى الإعجاز فى الرسالة
آن لنا أن نتساءل : هل نجحت الرسالة المحمدية و ثبتت
نبوتها بإعجاز القرآن أم بسيف الاسلام ؟
شهادة الواقع التاريخى ان الرسالة المحمدية فشلت بمكة
" بالحكمة و الموعظة الحسنة " ، و نجحت فى المدينة
بشريعة القتال و سيف الاسلام . و شهادة القرآن المدنى
كله ان الدعوة المحمدية نجحت بالقتال و الفتح . بعد تحدى
المشركين بمكة – فى فترة عابرة – بإعجاز القرآن ، نسخ
هذا التحدى فى المدينة ، بالناسخ و المنسوخ فى أحكام (
البقرة 106 ) و بالمحكم و المتشابه فى أوصافه ( آل عمران
7 ) . و تحدى العالمين بمعجزة " الحديد " :
" إنا أنزلنا الحديد ، فيه بأس شديد و منافع للناس
، و ليعلم الله من ينصره و رسله بالحق " ( الحديد
25 ) . فبدون السيف لا نصرة لله ، و لا نصر لرسوله ، ولا
منافع لأتباعه ! فتحول الاسلام ، فى رسالة النبى العربى
، من دين السلام – كما يعنى اسمه – الى دين القتال : "
كتب عليكم القتال و هو كره لكم " ( البقرة 216 )
. و صارت رسالة السلام رسالة الحرب ، و تحول " نبى
المرحمة " الى " نبى الملحمة " : "
محمد رسول الله ، و الذين معه ، أشداء على الكفار ، رحماء
بينهم " ( الفتح 29 ) .
وشهادة القرآن فى ختام الرسالة و الدعوة أن الناس دخلوا
فى الاسلام " بنصر الله و الفتح " : "
اذا جاء نصر الله و الفتح ، و رأيت الناس يدخلون فى دين
الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك ، و استغفره ، إنه كان توابا
( سورة النصر ) . و الأمر بالاستغفار ، بعد النصر و الفتح
، دليل على ان اسلوب الدعوة بالقوة مشبوه . |