و تصاريحه مثل قوله : " إنا أوحينا اليك ، كما
أوحينا الى نوح و النبيين من بعده " ( النساء 163
) لا تدل على المطابقة فى كيفية الوحى ، و لا على المقابلة
أو المماثلة ، فإن تصاريح أخرى تقيد معناها ، كقوله :
" و ان هذا افى الصحف الأولى " ، " أو
لم تأتهم بينة ما فى الصحف الأولى " .
و تصاريحه مثل قوله : " و انه لتنزيل رب العالمين
... " لا تقطع بمعنى محدود لقوله : " و انه
لفى زبر الأولين : أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بنى
اسرائيل " ( الشعراء 192 – 197 ) ، " بل هو
آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم " ( العنكبوت
49 ) ، " يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، ( الانعام
20 ، البقرة 146 ) لأن القرآن العربى له " مثله "
عندهم من قبله ( الاحقاف 10 )
فيجب أن نلتمس صفة النبوة المحمدية من القرائن القرآنية
.
عند فتور الوحى ، يعدد له الله عليه فيقول : "
ووجدك ضالا فهدى " ( الضحى 7 ) . فنبوءته هداية .
و هذه الهداية تستمر حتى الفتح المبين ، مع ما تقدم و
تأخر من ذنبه : " وليتم نعمته عليك و يهديك صراطا
مستقيما ( الفتح 2 )
و صلاة الفاتحة هى صلاة محمد قبل أمته : " اهدنا
الصراط المستقيم " .
و القرآن نفسه ينص على أن رؤيا الوحى اليه كانت هداية
الى الايمان بالكتاب و الدعوة له بين العرب و العدل به
بين أهل الكتاب : " و كذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا
: ما كنت تدرى ما الكتاب
و لا الايمان ؟ و لكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من
عبادنا ، و إنك لتهدى 1 الى صراط مستقيم " (
الشورى 52 ) ، " فلذلك فادع و استقم كما أمرت ، و
لا تتبع أهواءهم ! و قل : آمنت بما أنزل الله من كتاب
و أمرت لأعدل بينكم " ، و هذا العدل هو بإقامة دين
موسى و عيسى معا ( الشورى 15 مع 13 )
و مما يؤيد أن نبوته هداية الأمر المكرر اليه : "
و أمرت أن أكون من المسلمين ، و أن أتلو القرآن "
( النمل 91 – 92 ) " و أمرت أن أكون من المؤمنين
" ( يونس 104 ) ، " و أمرت أن أسلم لرب العالمين
" ( غافر 66 ) ، " و قل : إنى أمرت أن أعبد
الله مخلصا له الدين ، و أمرت
|