2 ) و قفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما
بين يديه من التوراة ، و آتيناه الانجيل فى هدى و نور
، و مصدقا لما بين يديه من التوراة ، و هدى و موعظة للمتقين
" ( المائدة 46 ) . ففىعلى جميع الرسل بعيسى ، و
لم يقف عليه بأحد . و انجيله " هدى و موعظة للمتقين
" ،و المتقون اصطلاح كتابى قرآنى للمؤمنين من الأمم
كالعرب ، فهم جماعة محمد من العرب ، و الانجيل نفسه "
هدى موعظة " لهم .
3 ) " و لقد أرسلنا نوحا و ابراهيم و جعلنا فى
ذريتهما النبوة و الكتاب ( كتاب موسى ) فمنهم مهتد و كثير
منهم فاسقون . ثم قفينا على آثارهم برسلنا . و قفينا بعيسى
ابن مريم و آتيناه الانجيل " ( الحديد 26 - 27 )
. ففى تاريخ النبوة و الكتاب لا يقفى على عيسى بأحد .
فهو فى عرف القرآن خاتمة النبوة و الكتاب .
و النتيجة الحاسمة لهذا الواقع القرآنى ان قوله : "
و مبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " مقحم على
الآية . و لو سقط لما شعر أحد بخلل فى نظم القرآن المحكم
كقولنا : " و اذ قال عيسى ابن مريم : يا بنى اسرائيل
انى رسول الله اليكم ، مصدقا لما بين يدى من التوراة .
فلما جاءهم بالبينات قالوا : هذا سحر مبين " . يؤيد
هذا التكرار فى آية ( المائدة 46 ) .
و لقد فلوا الانجيل كله فلم يعثروا على نبوءة للمسيح
برسول يأتى من بعده . لكنهم وجدوا فى وعد المسيح "
بالروح القدس الفارقليط " لرسله ركيزة متشابهة فتمسكوا
بها و قالوا منذ سيرة ابن هشام : " صفة رسول الله
صفحة من الانجيل : " من أبغضنى فقد ابغض الرب و لولا
انى صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلى ما كانت لهم
خطيئة . و لكن من الآن بطروا و ظنوا أنهم يعزوننى ( يقبلوننى
) و أيضا للرب . و لكن لابد من أن تتم الكلمة التى فى
الناموس : انهم أبغضونى مجانا اى باطلا . فلو قد جاء المنحمنا
، هذا الذى يرسله الله اليكم من عند الرب ، روح القدس
، هذا الذى من عند الرب خرج ، فهو شهيد على و أنتم أيضا
لأنكم قديما كنتم معى . فى هذا قلت لكم لكيما لا تشكوا
و يضيف ابن هشام : " و المنحمنا بالسريانية : محمد
! و هو بالرومية البرقليطس ، صلى الله عليه و سلم "
.
ان البرقليطس أو الفارقليط هو " روح القدس "
، و روح القدس فى القرآن جبريل ، و فى الانجيل شخصية الهية
بسبب مصدره : " هو الذى من عند الرب خرج " فهو
على كل حال |