" النبى الموعود " ، بالمعجزات الموعودة
التى تظهر على يده و قد أجراها أمام الوفد ( متى 11 :
2 – 6 ) . كما صرح للاحبار و العلماء فى هيكل أورشليم
: " لو كنتم تصدقون موسى لصدقتمونى أنا أيضا ، لأنه
كتب عنى " ( يوحنا 5 : 46 ) .
و هكذا فلا التوراة ، و لا الانجيل ، و لا القرآن نفسه
تذكر " النبى الأمى " ، سوى القصة الدخيلة على
حديث موسى فى سورة الاعراف ( 156 – 157 ) .
فلا يسعنا الاستناد الى قوله " النبى الأمى الذى
يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة و الانجيل " لتأليف
الكتب و الفصول فى استجلاب نصوص التوراة و الانجيل ، بدون
منطق و لا موضوعية و لا فهم صحيح لنصوصها و قرائنها القريبة
و البعيدة ، لتؤيد قهرا و زورا آية دخيلة على القرآن ،
ضد معطيات التوراة و الانجيل و القرآن نفسه . و تعبير
" النبى الأمى " متعارض فى نفسه : فاصطلاح "
الأمى " يعنى انه من الأمميين الذين ليس لهم كتاب
منزل ، و لا عندهم وحى و نبوءة ، فكيف يكون النبى "
اميا " اى من الامم ، و كيف يكون " الأمى "
نبيا ؟
2 – الرسول أحمد
" و اذا قال عيسى ابن مريم : يا بنى اسرائيل انى
رسول الله اليكم ، مصدقا لما بين يدى من التوراة — و مبشرا
برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد — فلما جاءهم بالبينات قالوا
: هذا سحر مبين " ( الصف 6 ) .
نلاحظ أولا ان القرآن كله لا يذكر للمسيح نبوءة برسول
يأتى من بعده . فهذا الجزء من الآية وحيد فريد فى القرآن
كله . و من اسلوب القرآن التواتر فى أخباره .
ثانيا : فى حديث التقفية بالرسل بعضهم على بعض يختم
دائما بالمسيح و لا يقفى عليه بأحد ، و ذلك فى المواطن
الثلاثة الوحيدة :
1 ) " و لقد آتينا موسى الكتاب ، و قفينا من بعده
و بالرسل ،و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح
القدس : أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم
ففريقا كذبتم ، و فريقا تقتلون " ( البقرة 87 ) .
هذا كل تاريخ النبوة فى اسرائيل . |