" الأمى " اصطلاح قرآنى يعنى من "
الأميين " الذين ليس لهم كتاب منزل .
نلاحظ أولا انها صفة وحيدة فريدة فى القرآن لا ترد إلا
فى هذا النص . و من اسلوب القرآن تواتر الصفة بشكل مضطرد
.
ثانيا ان قصة " النبى الأمى " تقطع سياق قصص
موسى ( 102 – 161 ) و الاقحام صريح ظاهر : فقوم موسى يطلبون
الى الله : " و اكتب لنا فى هذه الدنيا حسنة ، و
قى الآخرة ، أنا هدنا اليك " ( 156 ) فيجيب : "
سأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا
يؤمنون – الذين يتبعون الرسول النبى الأمى " . ففى
ختام الآية ( 156 ) الجواب على طلبهم ، و لكن لا يعقل
ان يجيب الله على سؤال قوم موسى بأن الحسنة لقوم محمد
بعد ألفى سنة !
فقصة " النبى الأمى " مقحمة على السورة و
حديث موسى .
يؤيد الاقحام اقحام ثان : " النبى الأمى الذى يؤمن
بالله و كلمته " ( 158 ) و هى قراءة أصح من قراءة
" و كلماته " – صفة " النبى الأمى "
ايمانه بالله و المسيح كلمة الله : و لا يعقل ان يرد هذا
فى جواب الله على سؤال قوم موسى .
و يؤيده اقحام ثالث : " و من قوم موسى أمة يهدون
بالحق و به يعدلون " ( 159 ) ، و هو مثل قوله : "
فآمنت طائفة من بنى اسرائيل ( بالمسيح ) و كفرت طائفة
" ( الصف 14 ) . فالأمة من قوم موسى الذين يهدون
بالحق و به يعدلون هم طائفة من بنى اسرائيل التى آمنت
بالمسيح . و ما دخل هذا فى سياق حديث موسى مع ربه ؟
و النتيجة الحاسمة لهذا الواقع القرآنى ان حديث "
النبى الأمى " دخيل على السورة ، و هذا الاقحام المفضوح
دليل على انه دخيل على القرآن .
و البرهان على ذلك من القرآن نفسه : " النبى الأمى
الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة و الانجيل "
، فهو ينسب الى التوراة و الانجيل انهما يقولان بمجىء
" النبى " الموعود من " الأميين "
غير أهل الكتاب . مع ان القرآن نفسه يحصر النبوة فى أهل
الكتاب من ذرية اسحاق و يعقوب ، و لا يشرك فيها ذرية اسماعيل
بن ابراهيم . يقول : " ووهبنا له اسحاق و يعقوب و
جعلنا فى ذريته النبوة و الكتاب " ( العنكبوت 27
) . فالنبوة و الكتاب |