و كثرة النساء ! و كانت كثرة النساء من مظاهر الإمارة
و الملك . فمثال محمد النبوة و الملك العظيم ، و ذلك بنص
القرآن القاطع .
و قد أباح القرآن لمحمد ما فرض على المسلمين ( النساء
3 مع الاحزاب 50 ) لئلا يكون على النبى حرج ، " سنة
الله فى الذين خلوا من قبل " ( الاحزاب 38 ) . قال
الجلالان : " سنة الله فى الذين خلوا من الأنبياء
أن لا حرج عليهم فى ذلك ، توسعة لهم فى النكاح "
!
و من مظاهر السلطان كثرة الاسرى و الغنائم . و قد كان
محمد يعلم أنه " ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى
يثخن فى الأرض " ! فأباح له الأسرى و الغنائم ، من
دون الأنبياء : " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا "
( الأنفال 67 – 69 ) .
و سلك محمد فى مكة مسلك عيسى فى النبوة فكان يدعو الى
الزهد فى الدنيا . و لكن بالهجرة الى المدينة أخذ يسلك
مسلك الملوك الأنبياء ، فشرع القرآن له و للمؤمنين : "
اليوم أحل لكم الطيبات " ( المائدة 5 ) .
و اقتضت مظاهر النبوة و السلطان أن يخاطبه الناس كما
يخاطبون الملوك بالغض من أصواتهم فى حضرته : " يا
ايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله و رسوله ، و
اتقوا الله ... لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ! و لا
تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ... إن الذين يغضون
أصواتهم عند رسول الله ، أولئك الذين امتحن الله قلوبهم
للتقوى ... و اعلموا ان فيكم رسول الله " ! ( الحجرات
1 – 7 ) . قال الجلالان : " لا تقدموا : لا تتقدموا
بقول أو فعل بدون اذن . نزلت فى مجادلة أبى بكر و عمر
عند النبى صلعم . و نزل فى من يرفع صوته عند النبى صلعم
" .
و من مظاهر السلطان و الملك أن تحترم الرعية نساء النى
" كأمهاتهم " ( الاحزاب 6 ) ، " و لا أن
ينكحوا أزواجه من بعده أبدا " ( الاحزاب 53 ) – كما
كانت عادة الملوك ! و لا أن يستأنسوا الحديث معهن ! "
و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " (
الاحزاب 53 ) . بذلك تقضى طهارة القلب و ضرورة الملك .
و بلغت الحرمة التى يطلبها النبى لنفسه أن أمرهم القرآن
بتقديم " صدقة " قبل مقابلته ( المجادلة 12
) . لكنه نسخها لما استثقل الجماعة ذلك : " أأشفقتم
ان تقدموا بين يدى نجواكم صدقة " ؟ ! ( المجادلة
13 ) . |