ذلك " . فالهوى و الجمال كانا سبب زواجه من زينب
بنت جحش ، الذى جعله يتخطى شريعة القرآن ، قبل نزول التحلة
المطلقة ، و كان سببا فى إبطال التبنى ، العادة الرحيمة
القائمة فى كل الشرائع عند جميع الشعوب ( الاحزاب 37 )
.
و السبب الآخر لهذين التجاوزين كان رفع الحرج عن محمد
، الحرج الشرعى و الحرج الشخصى ، و الحرج الاجتماعى ،
فى تحليل النساء له بلا حد و لا قيد : " قد علمنا
ما فرضنا عليهم فى أزواجهم و ما ملكت أيمانهم ، لكى لا
يكون عليك حرج . و كان الله غفورا رحيما " ( الاحزاب
50 ) . ففى التحلة المطلقة الشاملة كان السبب الأول رفع
الحرج عن النبى ، و السبب الثانى المغفرة للنبى لأنه تعدى
العدد المفروض ، و الرحمة به : " و كان الله غفورا
رحيما " . فذكر الغفران عند إباحة النساء له ، دليل
على أنه فى زواجه من زينب ، و فى تعدد الزوجات ، كان ما
يستوجب الغفران ، قبل التحلة .
و يؤيد هذا كله كما نقل الصحيحلن و كما جاء فى ( أسباب
النزول ) قول عائشة فى زواج الهبة : " إن الله يسرع
لك فى هواك " ، و قول عائشة أيضا لما نزلت التحلة
من الشريعة القرآنية فى النكاح : " أرى ربك يسارع
لك فى هواك " .
فتعدد الزوجات فى حياة محمد لأسباب سياسية و انسانية
و شخصية ، لا يمنع أن يكون أيضا سببه الهوى و الجمال ،
بنص القرآن القاطع : " و لو أعجبك حسنهن " .
ثانيا : من المشاكل التى نشأت عن استجابة الشريعة القرآنية
نقول : " إستباحة الشريعة القرآنية " ، لأننا
لا نعلم بالتدقيق زمن نزول آية التحلة المطلقة ( الاحزاب
50 ) . و الظاهر انها مقحمة على سورة ( الاحزاب ) من أواخر
النزول و حياة الرسول : أولا بسبب نصها الذى يحمل التحلة
الشاملة : " يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك
اللاتى آتيت أجورهن " ، مما يدل على أنهن كن قبل
هذه التحلة غير حلال ، و نكاحهن كان استباحة للشريعة القرآنية
، ثانيا لأنها ناسخة لآية المنع التى نزلت بعد الزوجة
الخامسة ، زينب بنت جحش ، و الآية تابعة لها فى النسق
( الاحزاب 52 ) . و هذا من غريب الناسخ و المنسوخ فى القرآن
كما جاء فى ( الاتقان 2 : 24 ) للسيوطى : " ليس فى
القرآن ناسخ إلا و المنسوخ قبله فى الترتيب ، إلا فى آيتين
، آية العدد فى ( البقرة ) و قوله :( لا |