فقال : ( يا رسول الله ، إنها ابنة عمى ! و الله ما
قلت منكرا ، و لا قالت لى ! ) قال النبى صلعم ( قد عرفت
ذلك : انه ليس أحد أغير من الله . و أنه ليس أحد أغير
منى . ) فمضى و هو يقول : يمنعنى من كلام ابنة عمى . لأتزوجنها
من بعده . فانزل الله الآية ) .
فلا يحق لمطلقة النبى أن يتزوجها أحد . و لا يحق لأرملة
النبى – حتى و لو كانت صبية مثل عائشة – أن ينكحها أحد
. لقد منع نكاح أزواجه من بعده ، كما منعه التلمود بحق
نساء ملوكهم من بعدهم ، و كما كانت عادة الملكات و الأميرات
فى الشرق .
إذا كان من تحرير للمرأة فى الاسلام ، فيجب أن يبدأ
" بأمهات " المؤمنين . لكن ماذا نرى ؟ لا حرج
على محمد فى عدد الزوجات . و لا حرج عليه فى نكاح نسيباته
كلهن . و لا حرج عليه فى كل " امرأة مؤمنة وهبت نفسها
للنبى " . و لا حرج عليه فى شروط عقد النكاح . و
لا حرج عليه فى العدل بين نسائه . و لا حرج عليه فى الطلاق
. و لا حرج عليه فى العزل و الارجاع .
بل الحرج كل الحرج على نسائه فى الحجاب ، و فى المعاطاة
مع الناس ، و فى القناعة بما يقسم لهن ، و فى الظهور و
الزينة ، و فى الزواج من بعده .
و الحرج كل الحرج على المسمين فى قيود النكاح ، و شروط
الطلاق ، و بالنسبة إلى النبى ، فى نكاح أزواجه من بعده
، مطلقات كن أم أرامل ، و فى نكاح كل من وهبت نفسها للنبى
، و فى الاستئذان لدخول بيوته ، و فى الاستعجال بالخروج
منها متى قضيت الحاجة ، و فى عدم إيذاء النبى بحديث فى
حوادث نسائه .
إن مقام النبوة لا يقيد بالقيود المفروضة بالقرآن على
المسلمين . فقد انتهت السيرة النبوية بالتحلة المطلقة
من شريعة الزواج القرآنية . مع انه بحسب الفطرة فى كل
دين ، يكون النبى مثالا حيا لشريعته و أمته . فهل بتلك
الميزات فى شرعة الزواج كان محمد " أسوة حسنة "
؟
3 – أسباب تعدد الزوجات فى سيرة محمد
يقال : لتعدد الزوجات فى حياة محمد أسباب وجيهة :
هناك أسباب سياسية ظاهرة ، كما فى زواجه من بنت أبى
بكر ، و من بنت عمر ، و من بنات زعماء القبائل . هذا أمر
لا مراء فيه . |