بحث ثان
سيرة محمد البيتية
كان النبى العربى " أسوة حسنة " لأمته فى
الجهاد . فهل كان أيضا " أسوة حسنة " لأمته
فى تحقيق شريعة القرآن الزواجية ؟ ان القرآن نفسه عدل
فى طغيان " بشريته " على الشريعة فى سيرته البيتية
.
أولا : استباحة شريعة القرآن الزواجية
كانت إباحة تعدد الزوجات قائمة فى جاهلية العرب . و
جاء القرآن فحصر عدد الزوجات الحرائر بأربع معا ، و ترك
الزواج من الإماء بلا حد : " فانكحوا ما طاب لكم
من النساء مثنى و ثلاث و رباع ، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة
، أو ما ملكت أيمانكم " ( النساء 3 ) ، " و
لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ، و لو حرصتم ، فلا
تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة " ( النساء 129
) . فالعدل عن الواحدة حتى الأربع معا مشروط بالعدل بينهن
، فى النفقة و المبيت ( أى العلاقات الجنسية ) ، و على
قدر المستطاع فى الحب ، لكن هذا مستحيل ، فيجب تلافى خطره
.
و جرى القرآن فى هذا التحديد حتى الأربع معا ، على سنن
أهل الكتاب الذين انتهوا فى التلمود الى هذا الحصر . و
كان النصارى من بنى إسرائيل فى الحجاز على هذه الشريعة
، فجاء : " يريد الله ليبين لكم و يهديكم سنن الذين
من قبلكم ، و يتوب عليكم و الله عليم حكيم " ( النساء
26 ) . فهذا الحصر بأربع معا ، حكمة من علم الله .
1 – القرآن يبيح لمحمد شريعة الزواج فيه
ظل محمد على زوجة واحدة طالما السيدة خديجة ، و ابن
عمها استاذه ورقة بن نوفل ، قس مكة ، على قيد الحياة .
فلما توفيت الحاضنة تزوج محمد فى وقت قصير ، من الهجرة
الى غزوة الخندق ، من أربع معا على التوالى : سودة بنت
زمعة ثم عائشة بنت أبى بكر ثم أم سلمة بنت أبى أمية المخزومية
ثم حفصة بنت عمر . عند هذا الحد كان على شريعة القرآن
. |