و منها ما رد شتيمة على قائلها : " إنا أعطيناك
الكوثر ، فصل لربك و انحر ! إن شانئك هو الأبتر ! "
( الكوثر كلها ) . قال الجلالان : " نزلت فى العاص
بن وائل : سمى النبى صلعم أبتر ، عند موت ابنه القاسم
" .
5 – و ينقل الاستاذ السمان 1 ، عن السيرة و الحديث
بعض " طبائع و غرائز " .
كان أحيانا يغضب و يدعو على المؤمنين : " اللهم
إنما أنا بشر أغضب و آسف ، كما يغضب البشر ! فأيما مؤمن
أو مؤمنة دعوت عليه فاجعلها له رحمة " .
فى مفاجأته بمعركة بدر يصلى و كأنه يتحدى ربه : "
اللهم إن تظهر هذه العصابة ، يظهر الشرك ، و لا يقم لك
دين " !
و فى غزوة بئر معونه قتل نحو سبعين من قراء القرآن ،
فانفعل كثيرا ، ظل يبدأ صلاة الصبح بضع عشرة ليلة بهذا
الدعاء : " اللهم اشدد وطأتك على مضر ! اللهم عليك
ببنى لحيان ، و زغب و رعل و ذكوان و عصية ! فإنهم عصوا
الله و رسوله " .
و اعتبر عمر بن الخطاب و زعماء المسلمين صلح الحديبية
إهانة لكرامتهم . فأخذ عمر يقول للرسول على مشهد من الناس
: لم نعطى الدنية فى ديننا ! و حين أمر الرسول بالرحيل
، لزم عمر يرددها عليه ثلاثا ، فأجابه عند الثالثة : "
ثكلتك أمك يا عمر ! بدرت رسول الله ثلاث مرات ، و كل ذلك
و لا يجيبك " !
فى سرية بنى مرة ، قبل الفتح ، قتل أسامة بن زيد نهيك
بن مرداس ، بعد نطقه بالشهادة : لا إله إلا الله . و بلغ
الخبر محمدا ، فقال لأسامة ! و قد قال : لا إله إلا الله
؟ فجعل أسامة يقول : انما قالها تعوذا من القتل . فقال
الرسول منفعلا : أفلا شققت عن قلبه ، فتعلم أصادق أم كاذب
؟ هذه غضبة للحق !
و حين فتح مكة بعث النبى خالدا بجيش إلى بنى خذيمة بأسفل
مكة . فخافوا و أسلموا . لكن خالدا أسرهم و أمر كل مسلم
بقتل أسيره . فاختلف الناس و حدثت مشادة عظيمة أمام الرسول
بين خالد بن الوليد و عبد الرحمان بن عوف . فانفعل محمد
انفعالا شديدا ، و رفع يديه حتى رؤى بياض ابطه ، و هو
يقول : اللهم إنى أبرأ اليك مما صنع خالد !
|