أما الناحية السلبية التى يشهد لها القرآن فهى :
أولا : حب السيطرة و التمتع بطيبات الحياة فطرة فى الإنسان
خضع لها محمد
1 – فالقرآن يردعه عن السيطرة على المؤمنين : "
فذكر إنما أنت مذكر ! لست عليهم بمصيطر " ( الغاشية
21 – 22 ) . و يأمره : " و اخفض جناحك لمن اتبعك
من المؤمنين " ( الشعراء 215 ) ، " و من تولى
، فما أرسلناك عليهم حفيظا " ( النساء 80 ) ، "
و ما جعلناك عليهم حفيظا ، و ما أنت عليهم بوكيل "
( الانعام 107 ) .
2 – و القرآن يردعه عن الغيرة من سلطان الزعماء و ثرائهم : " لا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم !
و لا تحزن عليهم ! و اخفض جناحك للمؤمنين ! " – الحجر
88 ) . فقد كان يريد مثلهم زينة الحياة الدنيا : "
و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون
وجهه . و لا تعد عيناك عنهم ، تريد زينة الحياة الدنيا
" ( الكهف 28 ) .
3 – أجل كان النبى يدعو الى الزهد بالدنيا فى سبيل الآخرة
، لكنه كان يدعو أيضا إلى أن يأخذ الانسان نصيبه من الحياة
الدنيا . فدعوة الزهد فى القرآن " أمة وسط "
بين الروحانية المفرطة و بين المادية المفرطة . فهو يسير
ما بين افراط و تفريط .
لكن الدعوة القرآنية للتمتع بطيبات الدنيا لا حد لها
: " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم
، و اشكروا الله ، إن كنتم إياه تعبدون " ( البقرة
172 ) ، " يسألونك : ماذا أحل لهم ؟ قل : أحل لكم
الطيبات " ( المائدة 4 ) . فالمبدأ العام فى الدعوة
القرآنية : " اليوم أحل لكم الطيبات " ( المائدة
5 ) . و يمن عليهم ان الله بالاسلام " أيدكم بنصره
و رزقكم من الطيبات " ( الأنفال 26 ) .
و الدعوة القرآنية للتمتع بطيبات الدنيا تزيد على الدعوة
التوراتية يقول : " يا بنى اسرائيل ... كلوا من طيبات
ما رزقناكم ، و لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى " (
طه 80 – 81 ، قابل البقرة 57 ) ، " و لقد بوأنا بنى
اسرائيل مبوأ صدق و رزقناهم من الطيبات " ( يونس
93 ) ، كما " لقد كرمنا بنى آدم ... و رزقناهم من
الطيبات " ( الاسراء 70 ) . أجل " و لقد آتينا
بنى اسرائيل الكتاب و الحكم ( الحكمة ) و النبوة ، و رزقناهم
من الطيبات و فضلناهم على العالمين " ( الجاثية 16
) . فقد كرم الله بنى إسرائيل بالكتاب و النبوة ، |