من يتلو القرآن لا يتمالك من مقابلة هذه الصورة لمحمد
بصورة المسيح فى القرآن : ولد من أم بتول لم يمسسها بشر
، يكلم الناس فى المهد و كهلا ، يطلع على علم الغيب ،
و يرتفع فى سلطان المعجزة ، بإذن الله ، الى مشاركة الخلق
– بدون شرك – فى السلطان على إحياء الموتى ، و فى السلطان
على الخلق : " و اذ تخلق " ( آل عمران 45 –
47 ، المائدة 110 ) . فتلكما العبقرية و " البشرية
"عند محمد تحدان الأعجاز فى سيرته الشخصية ، و البيتية
، و النبوية ، و الجهادية .
بحث أول
سيرة محمد الشخصية
نبدأ بالناحية الايجابية فى شهادة القرآن :
يقول : " ن ، و القلم و ما يسطرون ، ما أنت بنعمة
ربك بمجنون ! و ان لك لأجرا غير ممنون ! و انك لعلى خلق
عظيم " ( القلم 1 – 4 ) . أجل انه لخلق عظيم تحمل
اعباء الدعوة بين المشركين ، فى سبيل التوحيد .
و يقول : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه
ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم " (
التوبة 128 ) ، " فبما رحمة من الله لنت لهم : و
لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " ( آل عمران
159 ) . ان غيرة محمد على انقاذ بنى قومه من الشرك ، و
حكمهم فى الاسلام لله ، جعلته من " أولى العزم "
من المرسلين . و ان غيرته على ايلاف المؤمنين تظهر فى
لينه بمعاملتهم .
فكان سراجا منيرا فى جاهلية العرب : " يا أيها
النبى إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و داعيا الى
الله بإذنه ، و سراجا منيرا " ( الأحزاب 45 – 46
) .
و كان برسالته رحمة : " و ما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين " ( الأنبياء 107 ) ، يكفهم عن الشرك بدعوته
: " و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا "
( سبأ 28 ) . |