2 ) و قال اله عز و جل : ( قل للذين كفروا : ستغلبون
و تحشرون الى جهنم و بئس المهاد ) فصدق فيه .
3 ) و قال فى أهل بدر : ( و اذ يعدكم الله إحدى الطائفتين
انها لكم ) ووفى لهم بما وعد " .
و أضاف الباقلانى فصلا آخر " فى شرح ما بينا من
وجوه الاعجاز " . فأما الفصل الذى بدأنا به من الاخبار
عن الغيوب و الصدق و الإصابة فى ذلك كله ، فهو كقوله :
1 ) " قل للمخلفين من الأعراب : ستدعون الى قوم
أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون " فأغزاهم أبو
بكر و عمر رضى الله عنهما الى قتال العرب و الفرس و الروم
.
2 ) و كقوله : " آلم . غلبت الروم فى أدنى الأرض
و هم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين " و راهن
أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى ذلك . و صدق الله وعده
.
3 ) و كقوله فى قصة أهل بدر : " سيهزم الجمع و
يولون الدبر " .
4 ) و كقوله : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق
: لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم
و مقصرين لا تخافون " .
5 ) و كقوله : " و اذ يعدكم الله احدى الطائفتين
أنها لكم " .
6 ) و كقوله : " وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا
الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض ، كما استخلف الذين من قبلهم
، و ليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم ، و ليبدلنهم من
بعد خوفهم أمنا " و صدق الله تعالى وعده فى ذلك .
7 ) و قال فى قصة المتخلفين عنه فى غزوته : " لن
تخرجوا معى أبدا ، و لن تقاتلوا معى عدوا " فحق ذلك
كله و صدق و لم يخرج من المخالفين الذين خوطبوا بذلك معه
أحد .
8 ) و كقوله : " قل : تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم
و نساءنا و نساءكم ، و أنفسنا و أنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل
لعنة الله على الكاذبين " ، فامتنعوا عن المباهلة
، و لو أجابوا إليها اضطرمت عليهم الأودية نارا ، على
ما ذكر فى الخبر .
9 ) و كقوله : " قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند
الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ، إن كنتم صادقين
. و لن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم " . و لو تمنوه
لوقع بهم . فهذا و ما أشبه " .
نستغرب ان يجعل الباقلانى و أمثاله تحدى نصارى نجران
بالمباهلة ، من أنباء الغيب ، و تحدى يهود المدينة بتمنى
الموت ، من النبوءة الغيبية . انهما عمل ظاهر حاضر .
فهناك ، على زعم الباقلانى ثمانى نبوءات غيبية فى القرآن
. |