8 – هل القرآن " أسلوب جديد " فى النبوة
؟
قال الاستاذ دروزة يفلسف حكمة الله فى منع المعجزات
عن محمد دلائل على صحة نبوته :
" إن حكمة الله اقتضت أن لا تكون الخوارق دعامة
لنبوة سيدنا محمد عليه السلام ، و برهانا على صحة رسالته
و صدق دعوته – التى جاءت بأسلوب جديد هو أسلوب لفت النظر
إلى الكون و ما فيه من آيات باهرة ، و البرهنة بها ...
ثم أسلوب مخاطبة العقل و القلب ... ( و هذا الاسلوب الجديد
) جعلها فى غنى عن معجزات خارقة للعادة لا تتصل بها بالذات
... هو أسلوب خالد حى قوى فى كل زمان و مكان ببراهينه
و دلائله و حيويته و نفوذه و فصاحته و معقوليته و منطقه
و سموه . و لذلك كان و ظل معجزة النبوة الخالدة الكبرى
من هذه النواحى " .
أجل إن أسلوب القرآن " حى خالد قوى ... ببراهينه
و دلائله و حيويته و نفوذه و فصاحته و معقوليته و منطقه
و سموه " . لكن هل هو " أسلوب جديد " ؟
و هل قبل به أهل مكة برهانا على صحة النبوة و الدعوة ؟
نضيف الى ما قلناه سابقا هذه الاعتبارات .
1 ) لم يقبل أهل مكة " بالاسلوب الجديد "
فى القرآن معجزة له . يكفينا شهادة الاستاذ دروزة نفسه
( 1 ) : " فوقف الزعماء ازاء هذا الموقف القرآنى
من تحديهم ، و أخذوا يطالبون النبى صلعم بالمعجزات و الآيات
برهانا على صدق دعواه أولا . ثم أخذوا يدعمون مطالبهم
بتحد آخر و هو سنة الأنبياء السابقين الذين جاؤوا بالآيات
و المعجزات ... و لقد تكرر طلب الآيات من الجاحدين ، أو
بالأحرى زعمائهم ، كثيرا حتى حكى القرآن المكى ذلك عنهم
خمسا و عشرين مرة صريحة ، عدا ما حكى عنهم من التحدى الضمنى
، و من التحدى بالإتيان بالعذاب و التساؤل عن موعده .
و لا نعدو الحق اذا قلنا إن المستفاد من الآيات القرآنية
المكية أن الموقف تجاه هذا التحدى المتكرر كان سلبيا "
.
فالواقع القرآنى شاهد عدل على أن هذا " الاسلوب
الجديد " فى القرآن لم يكن برهانا على صحة النبوة
و الدعوة ، و لا قام عند العرب مقام المعجزة دليلا على
صحة النبوة . فلم يكن هذا الاسلوب الجديد " فى غنى
عن معجزات خارقة للعادة " .
|