الله مع المتقين " ( براءة 36 ) . فالحرب الأهلية
شاملة طول السنة ، مدى الحياة ، ما عدا الأشهر الحرم الأربعة
، و اذا اقتضى الأمر " قتال فيه ( الشهر الحرام )
كبير ( البقرة 217 ) . على هذه الصورة ينتهى القرآن :
" و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة "
.
انها تحويل الدعوة الدينية الى حرب أهلية شاملة .
4 – الرحمان الرحيم ، رب العالمين ، يصير إله الحرب
إن الدعوة المتواصلة ، فى القرآن المدنى ، للجهاد باسم
الله ، تعطى إله القرآن ، مثل إله التوراة ، صورة إله
الحرب ! " فالرحمان الرحيم " ، الذى باسمه يستفتح
كلسورة ، و باسمه يصلى كل صلاة يتوارى وصفه الكريم ذلك
فى القرآن المدنى و السيرة النبوية . فقد تبدل التنزيل
و النبوة و صار ، الرحمان الرحيم ، رب العالمين ، إله
الجهاد و الغزو و القتال .
لقد صار " رب العالمين " عدو الكافرين : "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى و عدوكم أولياء ،
تلقون إليهم بالمودة ، و قد كفروا بما جاءكم من الحق "
( الممتحنة 1 ) .
و صار " رب العالمين " رئيس حزب : "
رضى الله عنهم و رضوا عنه : أولئك حزب الله ! ألا إن حزب
الله هم المفلحون " ( المجادلة 22 ) . و حزب الله
هم الذين يتبعون محمدا من دون العالمين : " لا تجد
قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و
رسوله ، و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم
" ( المجادلة 22 ) ، " انما وليكم الله و رسوله
... و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا ، فإن حزب الله
هم الغالبون " ( المائدة 55 – 56 ) .
و صار الرحمان الرحيم فى الجهاد ، خير الماكرين ، لأن
" الحرب خدعة " كما يقول الحديث . من مكر الله
بالمكذبين استدراجهم الى كيده : " و الذين كذبوا
بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ، و أملى لهم إن كيدى
متين " ( الاعراف 182 – 183 ) . و من مكر الله بهم
استباق الخيانة : " فإما تخافن من قوم خيانة فانبذ
اليهم على سواء " ( الانفال 58 ) و الدفاع عن المحاربين
المؤمنين ( الحج 38 ) . فالله يحارب مع النبى ( الأنفال
64 ) و يرسل ملائكته يقاتلون مع المسلمين جنودا لا يرونها
( الانفال 50 ، آل عمران 124 – 125 ) يمدهم طورا بألف
من الملائكة مردفين ( الآنفال 9 ) ، و طورا بثلاثة آلاف
من الملائكة منزلين ( آل عمران 124 ) . و طورا بخمسة آلاف
من الملائكة مسومين ( آل عمران 125 ) . و هكذا "
يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين " ( الانفال
30 ) . |