خاتمة
محمد لا يعلم الغيب ، فهو نبى بلا نبوءة غيبية
و فصل الخطاب فى ذلك أن التنبؤ المزعوم بالغيب – و هو
غير الوحى – و أخبار الخلق ، والحديث عن الماضين ، و أوصاف
اليوم الآخر ، ليست جميعا وجها من وجوه الاعجاز ، كما
وهم الباقلانى و من تبعه . يقول الدكتور أحمد بدوى : "
غير أن التنبؤ بالغيب و الحديث عن الماضين – إن اتخذا
دليلا على نبوءة الرسول – لم يصلحا برهانا على إعجاز القرآن
. ذلك ان معظم القرآن ليس تنبؤا و لا قصصا . فلو كان الوجه
ما ذكر ، لفقد معظم القرآن صفة الاعجاز ، لأن التحدى وقع
بأقصر سورة منه ، و هى لا تحوى من التنبؤ و القصص شيئا
" .
هكذا ثبت لنا من التاريخ الصحيح و القرآن الصريح أنه
ليس من اعجاز موضوعى فى قصص القرآن و أخبار الخلق فيه
، و أوصاف اليوم الآخر عنده ، و أنه ليس فى القرآن من
نبوءات غيبية تدل على معرفة الغيب " الذى لا يقدر
عليه البشر ، و لا سبيل لهم اليه " 1 .
فبرهان النبوءة الغيبية على أوجهها ،لا وجود له فى القرآن
. يكفينا تصريحه القاطع عن نبيه : " و لا أعلم الغيب
" ( الانعام 50 ) ، " و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت
الخير ، و ما نسى السوء " ( الأعراف 188 ) .
فالقول الفصل : إن محمدا نبى ، بلا نبوءة غيبية – و
هذا غير الوحى و التنزيل .
|