هي مظاهر لنفس الصفات في الإله الأزلي مما يفوق إدراكنا
. فالتجسد يقول "أن الله كان في المسيح" والكفارة
تزيد على ذلك بقولها "مصالحا العالم لنفسه"
.
فأعمال المسيح في الجسد إذا هي نفس أعمال الله ولكن
باعتبار الزمان والمكان والإنسان وهذا يبين لنا غلط أولئك
اللاهوتيين الذين صوروا الله بمظهر أب قاس غضوب ثم المسيح
بمظهر ابن لطيف محب . ففي عمل المحبة والفداء بواسطة التألم
(أي احتمال الآلام) نرى الإله واحدا أي أبا وابنا وروحا
قدسا . لأنه هكذا أحب الله العالم ولأن الله كان في المسيح
.
فالكفارة إذا هي عمل صادر من نفس طبيعة الله لا شئ خارجي
عنها تمكن الله به أن يغفر خطايا الإنسان كما يزعم البعض
وهكذا كفارة الابن المتجسد في شخص المسيح هي الطريقة الوحيدة
التي بها يمكننا أن ننال الخلاص ولكنها ليست طريقة أو
خطة "خارجية" مادية وضعها الله ليتمكن من عمل
ما لم تقدر طبيعته أن تعمله . بل هي واسطة "داخلية"
تعبر عن تلك المحبة في ذات الله التي بدونها لم يمكن الخلاص
. فالله لكونه إلها لم يسعه إلا أن "يحتمل"
الإنسان ثم يسعى لخلاصه ثم يتجسد في ذات كلمته ليحارب |