بل إن الإسلام نفسه ينسبها إلى الخالق فلا حرج علينا
إذا قلنا أن الخطية تؤثر في الله (والقرآن نفسه ينسب إليه
تعالى الانفعال بالغضب) إلا أن السؤال الأهم هو كيف يحدث
ذلك التأثير ؟ الجواب :- بكل طريقة يصح إسنادها إلى كائن
أدبي في حد ذاته ذي علاقات أدبية متبادلة مع خليقة يديه
. فقد جاء في التوراة أن الله يتأثر من سلوك بنيه فيظهر
الغضب أو المحبة أو الرحمة أو الحزن وهلم جرا . ولكن المسلم
ينكر ذلك مع أنه ينسب الغضب إلى الله تعالى . وإذا لم
يبق لديه ما يحتج به قال أن نفس الغضب هو من مظاهر النقمة
المبنية على الإرادة المجردة .
عود ـ إن الفلسفة والوحي يعلماننا بأن الله يظهر الغضب
والرأفة والمحبة والحزن وغير ذلك بالنسبة إلى الإنسان
الخاطئ . وإن جميع هذه الصفات مظاهر مختلفة لشئ واحد فغضب
الله مثلا ليس كغضب المشترع على من يتعدى شريعته بل هو
استياء أب بار أو كائن آخر طاهر كامل . فمثل الأول مثل
أب أرضي قد جلب ابنه العار عليه بسوء سلوكه . ومثل الثاني
مثل رجل تام الاستقامة يخدعه صديقه . أو مثل امرأة محصنة
يكلمها رجل بذئ بأقوال بذيئة. أو ليس في ذلك نار غضب تخيف
المذنب حتى لقد يتمنى |