الباب الرابع
كفارة الكلمة المتجسد
عن خطية العالم
رأينا سابقا الفرق الأساسي بين رأيي المسلمين والنصارى
في ذات الله . وأثبتنا أن الرأي الإسلامي ينفي الصفات
الأدبية عن الله تعالى ويدخل صفاته في الحيز المادي ويجعل
علاقته مع أرواح خليقته علاقة خارجية ميكانيكية غير أدبية
حالة كون الرأي المسيحي يصوره بصورة كائن أدبي يتصف بكل
الأمور التي يجب أن يتصف بها كائن مثله ويظهر بكل المظاهر
التي تقتضيها طبيعته . ومع ذلك فإن سعيه لاختبار تلك الأمور
وظهوره بالمظاهر المختلفة لا يؤثران في رفعته ومقامه أبدا
ولا يحطان من مجده الأقدس لأن مجده الأقدس يقتضي أمثال
تلك الأمور .
وقد رأينا أيضا أنه عندما تؤثر الخطية في العلاقة الكائنة
بين الكائن الأعظم ونفوس خليقته الروحية لا يبقى هذا الكائن
كما كان قبل دخول الخطية لأنها تؤثر فيه . ولا يستنكف
أحد من هذا الكلام لأننا رأينا في مبحث سابق أن المفعولية
لا تشين الله أبدا
|