الخطية في هذا العالم . وهكذا احتمل في كلمته المتجسدة
فعل الخطية ونتيجتها كإنسان وعانى موت الجسد . وهذا يفضي
بنا إلى النظر فيما إذا كان في وسعنا أن ندرك السر بجلاء
.
إن المسيح جاء إلى هذا العالم مسلحا بالأسلحة الأدبية
فقط ليحارب الخطية بسيف البر والروح لا بقوات طبيعية مادية
. فإنه وهو في أحرج ساعة من حياته أنكر على أتباعه استخدام
الأسلحة المادية وهكذا نزه نفسه عن استخدام الطريقة التي
سعى به غيره لإخضاع العالم لملكوت الله لأنه رأى أنه لا
يجدي في ذلك غير الأسلحة الأدبية .
ومع ذلك فإن المسلم يرى في مثل سلوك المسيح هذا ضعفا
وعجزا ! وأما الإنسان الذي يدرك قيمة الأسلحة الأدبية
وقوتها فإنه يقدر فعل المخلص حق قدره .
فالحرب بين المسيح والخطية كانت حربا أدبية محضة لم
تستعمل فيها إلا الأسلحة الأدبية. ولو استدعى المسيح قوات
السماء أو التجأ إلى معجزة على الصليب فنزل عنه أو لجأ
إلى القوة المدنية ونجح في استخدامها ما كانت الحرب أدبية
محضة وبعبارة أخرى أن الخطية في هذه الحالة كانت تظل في
الحقيقة منتصرة ولكن |