(١) كيف استطاع الإله الخالق أن ينتقل من حيز
التنزه عما سواه إلى قيامه بالخلق وصيرورته خالقا ؟ أليس
ذلك "صيرورة" بكل معنى الكلمة ؟
(٢) إن قدرة الله لم يكن يمكن أن تظهر قبل الخلق
لأنها إنما ظهرت بالخلق . فالقدرة إذا كانت "إمكانية"
لا عاملة . ولا يخفى أن "الإمكانية" لا يمكن
أن تغني صاحبها عن العمل بل هي باعتباره نقص . فإذا قلنا
أن عمل الخلق كان لازما لإخراج قدرة الله من حيز "الإمكان"
وإطلاق حرية العمل فقد نسبنا إلى الله النقص والاعتماد
على الغير .
(٣) إن الخلق في هذه الحالة هو بدء علاقة أو نسبة
بين الخالق وما سواه . على أن بدء التعلقات هو بمثابة
بدء حياة جديدة لكائن ما فهو مناقض لمذهب التنزيه كل المناقضة
.
(٤) إن التعلقات بين كائنين تقتضي الأثر أو الانفعال
المتبادل بوجه من الوجوه . فالكلام بين اثنين يقتضي أن
السامع يسمع صوت مخاطبه . وهذا مخالف لمذهب التنزيه إذ
كيف يمكن للاله المطلق أن يخرج عن حيز الفعل ويدخل حيز
الانفعال بهذه الكيفية . |