والذي لا بد منه إذا نسبنا فعل الخلق إلى الله . فهذه
الصعوبة تفقد أهميتها عند الاعتقاد بالثالوث إذ قد رأينا
أن الذات الإلهية تقتضي وجود علاقات وأن التقيد إنما هو
قابلية العلاقات والانتسابات . فجميع الانتسابات هي قيود
بنوع ما وتقتضي التأثير والتأثر والفعل والانفعال . والذات
(أي الله الذي هو آب وابن وروح قدس) هي مقر تلك الانتسابات
المباركة .
ترى لماذا نخشى من التصريح بهذه الأمور ؟ إن المحبة
الحقيقية والحرية الحقيقية لا تقتضيان التجرد من القيود
والانتسابات . أجل إن المحبة والحرية تقتضيان التقيد الذاتي
وقد كان جميع ذلك موجودا في ذات الإله منذ الأزل لأن "الله
محبة" ذات أقانيم ثلاثة ـ الآب والابن والروح القدس
.
ثم أن الطوبى الحقيقية تلوح من خلال العمل وقبول أثر
العمل . فالتأثر لا يحط من شأن الله بل إن الذات تقتضيه
والمحبة والطوبى تستلزمانه .
وكذلك العواطف فإن ضمير الإنسان وقلبه وحاجاته تتطلب
إلها لا يقف بعيدا غير مكترث بل يكون ذا عواطف على أن
عقل الإنسان كثيرا ما حاذر نسبة هذه الصفة الواجبة إلى
الله زعما |