أننا نرى أن ما دعاه المؤلف المذكور تناقضا قد أصبح
حقيقة ـ أي أن من الأشياء ما يعمل ولا يعمل في آن واحد
.
ولسنا نقول أن العضوية الروحية هي الموافق تطبيقها كل
الموافقة على الإله وإنما نعتقد أنها أسمى نظرية يمكن
تطبيقها إذا أردنا أن نؤمن بإله حي . ولا شك أن الحقيقة
هي أسمى من أن تتصورها مداركنا إلا أن هذا إنما يجعل مقالنا
أتم صدقا وهو أن لكل أقنوم من أقانيم الله وظيفة خاصة
وأنه يعمل في جميع هذه الأقانيم . فهو قد يتجسد مثلا في
أقنوم الكلمة ابنه بدون نسبة ذلك التجسد إلى الآب أو الروح
القدس .
فإذا صح أن للجسم العضوي المحدود وحدة حقيقية وأعضاءه
تحيا في بعضها وفي ذاتها العامة وإذا صدق هذا فكم بالحري
الإله غير المحدود !
فمذهب الثالوث إذا لا يؤثر فيه الانتقاد من هذه الوجهة
فقد بطل إذا الاعتراض الأخير .
_________ |