المادة ! ترى كم يجب أن نضم من الجواهر الفردة التي
لا امتداد لها إلى أمثالها لكي يحصل عندنا مادة ذات امتداد
؟ ـ هذا وإن من السهل أن نستنتج تناقضات عظيمة أخرى مضحكة
من هذا القبيل . على أنه لا نسلم أن المسألة مفصلة باعتبار
الثالوث بدرجة إشكالها هنا .
فإذا تمسكنا بالنتيجة التي وصلنا إليها بعد إجهاد الفكر
رأينا أن هنالك نظرية يمكن تطبيقها على الإله وليست صعبة
الإدراك وهي نظرية "العضوية الروحية" التي تحل
جميع الصعوبات التي أشار إليها المؤلف . ففي كل كيان عضوي
نرى أن الجوهر يعمل في كل عضو عملا خاصا . فإذا كانت عيني
ترى فأنا كلي أرى . أما أذني فلا ترى .
ومع هذا فلا يصح القول بأنني أرى ولا أرى في آن واحد
. بل يصح القول بأنني أرى بعيني ولا أرى بأذني في آن واحد
. فمجموعي إذا يستفيد من عمل عيني .
إن العضو إذا أتى عملا ما فالجوهر كله ـ مجموعا ـ يأتي
ذلك العمل والأعضاء تشترك . على أن هذا لا ينافي أن لكل
عضو عملا خاصا أو وظيفة خاصة . فإذا تألم عضو واحد تألم
سائر المجموع . على أن هذا لا يمنع أن يتألم كل عضو ألما
خاصا . وبعبارة أخرى |