لم يثبت له لم يثبت لذاته . وإذا لم يثبت لذاته لم
يثبت لذات الله . وعليه يكون الشئ الواحد ثابتا للذات
وغير ثابت لها . فمثلا إذا قلنا أن الآب حل أو تجسد أي
أن ذاته حلت أو تجسدت كانت ذات الله حالة أو متجسدة .
ولكن الآب لم يحل ولم يتجسد فذات الله لم تحل ولم تتجسد
وعليه تكون ذات الله حالة أو متجسدة وغير حالة ولا متجسدة
وهذا تناقض ظاهر البطلان" .
نقول ردا على هذا الاعتراض أننا كثيرا ما نجد مناقضات
منطقية عديدة في كلا الماديات والعقليات . كالزمنية والأزلية
. والامتداد واللانهائية . وغير ذلك من المناقضات العظيمة
المعروفة عند الفلاسفة بالمناقضات العقلية وهي في الحقيقة
مما لا يستطاع اجتنابه . فلا يجب أن يتزعزع إيماننا بوجود
تناقض ظاهري في عقيدة الثالوث في الوحدة . أو ليس نفس
القالب الموضوع به الاعتراض مما يدل على أنه عقيم تافه
لا محل له ؟
والغريب أن المؤلف نفسه لا يقدر أن يتنصل من أمثال هذه
المناقضات فقد بحث في موضع آخر في تركيب المادة حتى وصل
إلى الجوهر الفرد وبحث فيما إذا كان الجوهر الفرد قابلا
للتجزئة أم لا وهل له امتداد أم لا . فبعد محاولته أن
يثبت أن الجوهر الفرد |