الحقيقيين) ولكنهم أنكروا أن مذهبهم يتقضي نسبة جوهر
للجنس أي أن الجنس وحدة ذات جوهر . وافلاطون هو الفيلسوف
الوحيد الذي ذهب هذا المذهب وقال أن هذه الأجناس كالإنسان
والحيوان هي حقائق ذات جوهر وأنها تشغل عالما نموذجيا
فائق الإحساس وأنها حقيقة كسائر الأشياء الحقيقية بل أكثر
من ذلك لأنها الحقيقة الوحيدة وما الحصان أو الرجل الفرد
بالنسبة إليها إلا كظل وهو مدين بما له من الحقيقة لما
يمثله ويطابقه في العالم النموذجي الفائق الإحساس ولذلك
دعي هؤلاء بالفلاسفة "النموذجيين" .
على أن هذه مباحث فلسفية بعيدة عن غرضنا الآن ولعلنا
نجد الاختلافات المشار إليها شديدة التعقيد لا تستحق العناء
الكبير . ومع هذا فإن هذه المناقشات قد جرت في سبيلها
سيول الدماء ويطول بنا شرح أسباب تلك الشدة وسبب ذكرنا
لهذه الأمور إنما هو أن نبين أن الله الذي هو أسمى الحقائق
ليس جنسا يشتمل على أنواع على الإطلاق مهما كان المعنى
الذي نؤول به "الجنس" بحسب آراء الفلاسفة المذكورين
الذين أشرنا إليهم , إلا إذا استثنينا افلاطون وليس عنده
ما يعضد أراءه الغريبة التي هي
|