أعضاء وحدة متبادلة الارتباط غير قابلة الانفصال .
وليس في هذا ما ينافي كون ذات الله ثلاثة أقانيم ممتازة
بعضها عن بعض بل بالعكس يثبت هذه الحقيقة لأن هذه الأقانيم
تكون وحدة الله الكاملة وتحققه لنا ـ ليس كائنا ذا وحدة
هندسية عقيمة بل كائنا ساميا كامل الوحدة الحقيقية له
المجد إلى أبد الآبدين .
والخلاصة أن ذات الله ليس لها أجزاء وإن يكن لها "أعضاء"
فلا يمكن تجزئتها .
الاعتراض الرابع والرد عليه
وهنالك اعتراض رابع على عقيدة التثليث يتعرض له كثيرون
من أتباع هذه العقيدة وهو القول بأن التثليث ينزل الإله
منزلة "الجنس" ويجعله مؤلفا من ثلاثة أفراد
آلهة والعياذ بالله .
إن هنالك أمرين يبينان خطأ الذين يبدون هذا الاعتراض
. وقبل أن نبينهما يجدر بنا أن ننظر في هذا الاعتراض .
فالجنس هو ضرب يعم كثيرين من نوعه . فالإنسان مثلا جنس
وهو يعم عمرا وزيدا وعبيدا وهلم جرا . فإذا جعلنا الله
جنسا نكون قد جعلنا وحدته وحدة جنسية وأعضاءها الثلاثة
آلهة ثلاثة (ونستغفر الله) كما أن عمرا وزيدا وعبيدا هم
ثلاثة رجال. |