باعتبار الجوهر أي أنها لا تعود تؤدي وظيفة اليد .
فتسميتها "يدا" هو من قبيل تجريد المسمى عن
بعض الاعتبارات وترك البعض الآخر .
فنعيد القول إذا بأن من الممكن تجزئة المادة باعتبارها
غير آلية أو عضوية أما العضوية فلا يمكن تجزئتها مع حفظ
كيانها بل لا بد من ملاشاتها فيجوز القول بأن الأشياء
الآلية لا يمكن تجزئتها بالمرة بل تقطيعها فقط وإفناؤها
. ونفس الأشياء الأرضية الآلية لا يمكن تجزئتها ولا تقطيعها
لو كانت غير مادية . أما باعتبار المادة في حد ذاتها فيمكن
تقطيعها كما قلنا . أما جوهر الله فغير مادي فهو إذا غير
قابل للتجزئة بأي معنى كان من معاني الكلمة .
والأشياء الأرضية الآلية إما أن توجد بكمال طبيعتها
أو أن تفنى . وليس هناك حالة ثالثة متوسطة كقبول التجزئة
كما قلنا . وبما أن الله غير قابل للفناء فلا يمكن أن
يوجد إلا بكمال طبيعته ـ أي أنه آب وابن وروح قدس دائما
أبدا .
وكما رأينا سابقا أن "العضو" يختلف عن "الجزء"
كل الاختلاف إذ لا يحيا إلا متحدا بالكل فكم بالحري لا
يجوز أن نعتبر الأب والابن والروح القدس أجزاء (وحاشا
لله) بل هم |