التنوع في الأقانيم أو الوجدانات ينطبق عى المبدأ الذي
وضعناه حالة أن التنوع في الصفات المجردة لا ينطبق كذلك
.
(٤) ولقد يقول معترض بأننا متى تركنا عالم الماديات
زال من أمام نظرنا عالم الخلائق الآلية وزال معه البرهان
المتوقف عليها .
والجواب على ذلك ـ لماذا نرفض نسبة "الآلية"
إلى الإله ولا نرفض نسبة "الوجود" أو "الحياة"
إليه فالوجود صفة يجوز نسبتها إلى أدنى أنواع الأشياء
. والحياة هي صفة للخلائق الحية سواء كانت من النوع الأدنى
أو الأعلى . ومع ذلك فإننا ننسب كلا الوجود والحياة إلى
ذات الله . فلماذا لا ننسب إليها أيضا "الآلية"
(الوحدة المتنوعة) وهي تزداد كلما ارتقينا سلم الخلائق
الحية ؟
وهذا السؤال يفضي بنا إلى الاعتراض الثالث على عقيدة
التثليث المسيحية وهو نسبة التركيب والتجزئة إلى جوهر
الله .
الاعتراض الثالث والرد عليه
وإذا قيل أن التثليث يقتضي نسبة التركيب والتجزئة إلى
جوهر الله . قلنا كلا . وما يأتي يكفي لدحض هذا الاعتراض
.
اعلم أن الأشياء القابلة للتجزئة هي التي يمكن تجزئتها
بدون |