باسم واحد ؟ أليس الأصوب أن يتركوا المماحكة ويقولوا
أن الله كائن علمه يفوق علمنا إلا أن هنالك أوجه شبه لأنه
خلق الإنسان على صورته فيصح إطلاق اسم مشترك على بعض صفات
الناس وصفاته تعالى دلالة على وجود تناسب . نعم إن الخوف
يقتضي مزيد الحذر ولكن الديانة المسيحية لا تتجاوز الحدود
. ففي الأمر الذي نحن بصدده يكون قولنا إننا لا يمكننا
أن نكتفي بوحدة مجردة سدا لثغرة عقلية ضرورية بل أسمى
وحدة هي ما بلغ التنوع فيها معظمه كما قلنا فأي كفر أو
إلحاد في هذا ؟
(٢) قد يقول المعترض أن الإسلام يقول بتعدد الصفات
كالرحمة والعدل وغيرهما من الصفات الداخلة في حيز الوحدة
الإلهية ولكنه ينكر "تقنيم تلك الصفات" إنكارا
باتا ولنا على هذا الاعتراض ملاحظات .
منها أن تعديد الصفات لا يسد الثغرة التي تكلمنا عنها
لأنه عوضا عن أن يقرر أسمى تنوع ممكن تصوره يقرر أضعف
تنوع يتصوره الفكر فالصفات في حد ذاتها ليست شيئا وهي
فكر مجرد . فالرحمة والعدل وغيرهما من الصفات ليست إلا
وجوها مختلفة للعمل الإلهي فيمكن زيادتها أو إنقاصها .
وهذا يدلك على كون تعددها |