عرفناها) وهذا التنوع هو داخلي . ويبلغ التنوع معظمه
في الإنسان حتى يكاد يفوق حد التصور فهو إذا قريب من الكمال
في الوحدة . والخلاصة :
إن قيمة الوحدة الحقيقية تزداد في المملكة الحية بالازدياد
في التنوع الداخلي . فالإنسان هو وحده حقيقة أكثر من نبات
اللفت مثلا وهو أسمى منه تنوعا أيضا .
وإذا كان ما تقدم ينطوي على مبدأ ما فلا بد أن ذلك المبدأ
يساعدنا على البحث في موضوعنا . لأننا إذا عممناه إلى
ذلك الكائن الذي فيه قد كملت الحياة والوجدان وهو متفرد
مطلقا وغير قابل للتجزئة (وبالاختصار) يتمم جميع شروط
الوحدة الكاملة (وذلك الكائن هو الله الواحد الأحد) أفليس
من المنتظر أن يبلغ فيه التنوع الداخلي درجة تفوق حد التصور
كما أن وحدته تفوق كل وحدة حقيقية كائنة ؟ قلنا إن تنوعه
الداخلي يفوق حد التصور لأنه لا يدرك إدراكا جليا ولكن
لا شك في كونه حقيقة ناصعة . وهذه صفة التنوع المرموز
إليه في عقيدة الثالوث فهو لا يدرك ولكنه حقيقة لا ريب
فيها .
فالوحدة العظمى المقدسة إذا من حيث هي العظمى يجب أن |