من الأبوة الروحية كأنها لا تطابق كائنا روحيا لم يبق
لقولنا أب وابن سوى اعتبارات أدبية تليق بالله . وهذا
الحل يحل لنا أيضا مشكلة الآب والابن باعتبار التتابع
الزمني . ويبين لنا أن العلاقة بينهما متبادلة وبالنتجية
أزلية .
ولكن لا يزال هناك صعوبة أخرى وهي التعدد باعتبار الله
الواحد وفيها بحثنا الآن .
الاعتراض الثاني والرد عليه
رب معترض يقول "ان التمييز يناقض التطابق في حد
ذاته وكذلك التعدد يناقض الوحدة"
نقول إن الحقيقة هي عكس ذلك . فليس في عالم الحقائق
تطابق بدون تمييز ولا وحدة بدون تعدد . فليس إذا في الوحدة
المثلثة الأقانيم ما يناقض العقل بديهيا بل بالعكس أن
الفلسفة القديمة والحديثة تشير ضررورة إلى فكر كهذا لمن
أراد الاعتقاد بإله حقيقي .
وقد أثبتت لنا الفلسفة الحديثة بالخصوص أن النسبة والتناسب
هما قوام الكينونة . وليت شعري هل النسبة سوى تمييز أو
تعدد في الوحدة ؟ فكلما عظم التناسب كانت الحقيقة أتم
ونوع الوحدة
|