باعتبار الله عثرة في سبيل المسلمين . ونفورهم من مثل
هذا المعتقد يجري مجرى الدم في عروقهما فليس من الحكمة
استعمال ألفاظ (كالأب والابن) لا يدركها الجميع مع أنها
لم توضع في الأصل إلا كرمز إلى حقيقة أزلية لا بمعنى أنها
الحقيقة بكاملها . أما الآن فإن استعمال هذه الألفاظ يفضي
إلى عكس المقصود فلماذا لا يعدل عنها إلى ألفاظ أخرى أكثر
موافقة وأدل على الحقيقة ؟
نقول أننا لا يجوز لنا أن نتلاعب بتعبيرات قالها الله
وقررها في كتابه لأن استمرارها في الكتاب المقدس واستعمال
الكنيسة لها يجعلانها بمثابة دستور حي يجب الاحتفاظ به
فإذا أهملنا هذه التعبيرات من ديانتنا لا نلبث أن نرى
الناس يهملون جانبا كبيرا من الحقيقة الرامزة هي إليها
فيضيع المعنى المدلول عليه وإذا فقد معنى الأبوة باعتبار
الله من الديانة فقد الكثيرون أثمن شئ عندهم في الدين
.
ورب قائل يقول :- إذا يستحسن استعمال لفظة "أب"
بمعناها العام فنسمي الله أبا بمعنى أنه يحب الناس ويسد
إعوازهم كما يفعل الأب مع بنيه ؟
نقول أنه مما يستحق الملاحظة أن المسلمين ينفرون حتى
من هذه التسمية وذلك يبين حقيقة الفرق بين اعتقادهم في
الله واعتقادنا |