وعندما جاء يوم الأحد امتلأت الكنيسة بالمسلمين، ولاحظ القس لاجيارد
الخطر المحيط بى، فقرر تأجيل المعمودية. وأخيراً بنعمة من الله عمدنى صباح
يوم ٦ أغسطس ١٩٠٣م. فى كنيسة القديس بولس فى بومباى. وبعد معموديتى سافرت
إلى كانبور، فقد كان بقائى فى بومباى خطراً على حياتى.
وجرى داخلى تغيير رائع عندما صرت مسيحياً. تغيّرت طريقة كلامى وأفعالى
وكل أسلوب حياتى حتى أننى عندما زرت بومباى بعد سنة من ذلك اندهش أصدقائى
المسلمون مما جرى معى. اندهشوا من رقّتى لأنهم كانوا يعلمون سرعة فقدان
أعصابى.
قبل أن أصبح مسيحياً كنت أعرف أنّ الخطية معصية. لكن لم أكن أدرك (كما
أدرك الآن) أثر الخطية المدمر على الإنسان كله. ومع أنى لا زلت إنساناً
ضعيفاً، مجرد حفنة تراب، إلا أنى عندما أخطئ ينتابنى الأسى على ما أفعل،
وأخرّ على وجهى أمام الله بدموع عينىّ تائباً طالباً الغفران. أما أساس
هذا الموقف من الخطية فهو معرفتى عن عمل المسيح الكفارى من أجل خطيتى. إن
التوبة وحدها لا تستطيع أن تزيح الخطية، بل يجب أن أتطهر بدم المخلص
الكريم. ولذلك ألاحظ أن عالمنا الذى يأخذ الخطية مأخذاً سهلاً يعرّض نفسه،
ويقترب شيئاً فشيئاً من الدمار.
ومع أن الشيطان يحاربنى بكل طاقته، إلا أنى لا أرتبك، لأنى أعلم أن
المسيح قد سحق رأس الشيطان، فلا يقدر أن يؤذى أو يغلب أتباع المسيح
الأمناء. وإنى أدعو الرب مالك السموات والأرض، وفاحص القلوب، أن يُرجع
قلوب البعيدين إليه، وأن يريهم رعب اليوم الآخِر، واحتياجهم العظيم
للخلاص، فيُقبلوا إلى المسيح مخلصهم، القادر وحده أن يخلّص إلى التمام.
|