وظللت أفتش وأبحث فى العهد الجديد. قرأته
عدة مرات من أوله إلى آخره، فوجدت مئات الآيات وعشرات الأمثال التى تبرهن
بغير ظلال من شك أن الخلاص موجود فى الإيمان بالسيد المسيح، وهذا الخلاص
يجب أن يكون هدف كل ديانة. فالإنجيل يقول: "ونحن نعلم أن كل ما تقوله
الشريعة إنما تخاطب به الذين هم تحت الشريعة، لكى يُسدّ كل فم، ويقع
العالم كله تحت دينونة من الله. فإن أحداً من البشر لا يتبرر أمامه
بالأعمال المطلوبة فى الشريعة. إذ أن الشريعة هى لإظهار الخطيئة. أما
الآن فقد أُعلن البر الذى يمنحه الله مستقلاً عن الشريعة، ومشهوداً له من
الشريعة والأنبياء. ذلك البر الذى يمنحه الله على أساس الإيمان بيسوع
المسيح، لجميع الذين يؤمنون. إذ لا فرق، لأن الجميع قد أخطأوا وهم عاجزون
عن بلوغ ما يمجد الله. فهم يُبَرّرون مجاناً بنعمته بالفداء بالمسيح يسوع،
الذى قدمه الله كفّارة عن طريق الإيمان وذلك بدمه" (رومية ٣: ١٩—٢٥).
قـرارى واعتـرافى
بناءً على ذلك، وبعد أن أكملت تفتيشى وبحثى كما وصفته هنا، وصلت إلى
نتيجة أنى يجب أن أعلن مسيحيَتى. ووجدت أنه من واجبى أن أعرّف الجمعيّة
التى أنتمى إليها بما وصلت إليه، ليفكروا فيه، ثم أكون حراً فى متابعة
دراساتى علناً، فذهبت إلى الاجتماع كالعادة. وكان موعد مونشى منصور مسيح
ليتكلم. ولكنى قاطعته قائلا: "فى هذه المناسبة يجب أن أبدأ أنا بالكلام ضد
الإسلام". ثم بدأت أعلن نتيجة دراسة السنوات التى قضيتها فى البحث.
واندهش المسئولون عن الجمعية من كلماتى، ولكنهم كانوا ينتظرون أن أنفى
كل ما بدأت بقوله. وعندما انتهيت من الكلام وجلستُ وقف نائب الرئيس وقال:
|