طريـقُ المَسيحيّة للخــلاص
وفى هذه الحالة اليائسة بدأت اقرأ الإنجيل المقدس، وأنا أرجو أن أصلح
الكثير من أخطائى. فقرأت قول المسيح: "تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين
والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم" (متى ١١: ٢٨) . ولا أستطيع أن أصف مقدار فرحى
بهذه الآية. لم أكن أفتش عنها قصداً، كما أنى متأكد أنى لم أرها بالصدفة،
لكن الله هو الذى أعطاها لى إجابة لصلاتى وبحثى وتفتيشى عن الحق. كانت هذه
الآية بالنسبة لى أنا الخاطئ إعلاناً بأخبار مُفرحة. لقد تركت الآية
تأثيرها العظيم على نفسى فمنحتنى السلام والراحة والفرح، وضاع منى فوراً
كل إحساس بالضياع والقلق. إن المسيح يقول: "أنا أريحكم" هذا يعنى أن
الخلاص متوقف عليه. أنه لا يشير إلى طريق نسلكه لنجد الراحة، لكنه هو نفسه
الطريق، ثم قرأت بعد ذلك قوله: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى
إلى الآب إلا بى". (يوحنا ١٤: ٦).
ولكن سرعان ما داهم عقلى سؤال: هل يمكن أن يضع الإنسان ثقته فى هذا الوعد
الضخم من المسيح؟.. وجاوبت: إن الإنسان يمكن أن يجد راحته فى هذه الكلمات،
لأن المسيح فى نظر المسلمين كامل بلا خطية "وجيه فى الدنيا والآخرة" وهو
"كلمة الله وروح منه". وهذه كلها تعلن كمال المسيح. ثم أن المسيحيين
يقولون إنه الإله الكامل، والإنسان الكامل الذى خلت حياته من كل خطأ
ورغبات أرضية. ولذلك فإن المسيح العظيم الكامل فى نظر المسيحيين والمسلمين
لا بد يمتلك من الإمكانيات ما يجعله قادراً على تحقيق وعده بالراحة لكل من
يأتى إليه.
|