|
|
وقف المزارع النرويجي على شرفة بيته الجميل
القديم يسرّح البصر في فداناته الواسعة التي يمتلكها. لقد شعر وكأن عينيه لم يسبق
لهما أن احتفلتا بمنظر جميل كمنظر أرضه هذه وفي ذلك اليوم اللطيف من أيام الصيف.
ودفعه ذلك ليهتف بفخر قائلاً، "كل هذا هو ملكي أنا!"
مع ذلك، كان هذا الرجل في الحقيقة فقيراً، إذ
لأنه قد أهمل حاجات نفسه الروحية غير الزائلة، فهو "لم يكن غنياً في نظر الله." (
لوقا 12 : 21 .) وخلال ذلك الوقت الذي كان يتأمل فيه أرضه بإعجاب، أتى خادم
له بحصانه فأخذه منه وقفز على السرج لينطلق به بعيداً.
في نهاية الخط وعلى مسافة ليست بالبعيدة، كان
هناك عامل المزرعة العجوز هانس يعمل. وبعد فترة، أخرج رزمة كانت معه ثم فتحها ليأخذ
منها طعام غذائه. رفع قبعته عن رأسه، وضم يديه وبدأ برفع شكره إلى الله الواهب لكل
النعم. وحين ذاك سمع صوت معلمه يسأله: "كيف حالك اليوم يا هانس؟"
|
|
|
"أهذا أنت أيها السيد؟" أجاب الرجل العجوز وهو
يرفع رأسه إلى أعلى. "إنني لم أسمعك مقبلاً، لقد كبرت وبدأت أفقد قدرتي على السمع
بشكل جيد وكذلك أصبح نظري ضعيفاً أيضاً."
"ولكنك تبدو سعيداً جداً يا
هانس."
"ســعيد؟ نعم، إني حقاً لسعيد! ووراء سعادتي أسباب عديدة. إن أبي
السماوي يهبني ما أحتاج من اللباس ومن الطعام اليومي. هناك فوق رأسي سقف، وهناك
فراش جيد أنام عليه. فما أمتلكه أنا هو أكثر مما كان يمتلكه مخلّصي العظيم خلال
حياته القصيرة هنا على الأرض. لقد كنت أشكر الرب على كل نعمه هذه حين أقبلت
أنت."
وألقى السيد نظرة سريعة على طعام هانس الوضيع والذي كان يتكوّن
من قطع قليلة من الخبز وقطعة مقلية من لحم الخنزير، ثم قال له، "وهذا هو الطعام
الذي تشكر الرب من أجله! لو كان هذا كل ما لدي من طعام لكنت شعرت بأنني إنسان
محروم!"
"هل كنت سوف تشعر بأنك محروم حقاً؟"، سأل هانس
باستغراب ثم نابع يقول، "ولكن يبدو أنك جاهل بشيء أملكه مما يضيف حلاوة ما بعدها
حلاوة لكل شيء يعطيني إياه الله. إنه الحضور الداخلي للمسيح المخلّص! هل لي أن أقص
عليك حلماً رأيته ليلة أمس يا سيدي؟"
"بكل تأكيد يا هانس، قصّ عليّ ما رأيت في
الحلم، أريد أن أستمع إلى ذلك."
"عندما أخلدتُ إلى النوم، ارتفع خيالي إلى الأرض
السعيدة التي هي فوقنا وإلى القصور التي أعِّدت فيها لأولئك الذين يحبون الرب.
وفجأة، شعرت بنفسي تنتقل إلى الأبواب السماوية. لقد رأيتها مشرّعة مفتوحة بشكل
استطعت أن أنظر من خلالها إلى المدينة المباركة. آه يا سيد، إن ما رأيت من مجد
وجمال لا يمكن للسانٍ أن يستطيع وصفه! بالطبع لقد كان ذلك مجرد حلم، ولكن كان هناك
شيء واحد على وجه الخصوص أردت أن أحدثك عنه."
|
|