|
|
انقضى نهارٌ آخر، هذا إذا كان بالإمكان حقاً تسميته
نهاراً! فالنهار هناك ليس سوي ثلاث ساعات من الفجر تليها واحدة وعشرون ساعة من
الظلام. ولقد انسابت الشمس منذ مدة طويلة عند الأفق الجنوبي لتقبع هناك حتى فصل
الربيع.
|
|
|
في كوخ مظلم صغير، التصق رجال ثلاثة، الواحد منهم
بالآخر في محاولة للمحافظة على دفء أجسادهم. فالحرارة هناك كانت تتأرجح قليلاً فوق
درجة التجمّد وكان عليهم أن يقتصدوا في استعمال ما توفر لديهم من وقود بقدر
الإمكان، خصوصاً أن مقدار ما تبقى لديهم من الغذاء المكون من عصيدة باردة وأرز، لم
يعد كافياً لبعث الدفء في أجسادهم المرتعشة.
كان الرجال الثلاثة وهم ياباني، وروسي ونيوزيلندي، قد
جاءوا في فصل الخريف إلى "رانغل أيلاند" المنعزلة الخالية من السكان لمراقبة
الحيوانات البرية وتصوير فيلم عنها. وعندما حان وقت العودة، داهمتهم عاصفة ثلجية
شديدة جعلت متابعة السفر بالنسبة لهم من المستحيلات. ولم يكن في يدهم سوى الانتظار
والانتظار ومن ثم الانتظار! وها قد مضت حتى الآن أسابيع ستة ولا زالوا بانتظار
طائرة مروحية تأتي لإنقاذهم.
|
|