بالمكان كجسمين في مكانين . والثاني بالزمان كسوادين
في جوهر واحد في زمانين . والثالث بالحد والحقيقة كالأعراض
المختلفة في محل واحد مثل اللون والطعم والبرودة والرطوبة
في جسم واحد فإن المحل لها واحد والزمان واحد ولكن هذه
معان مختلفة الذوات بحدودها وحقائقها فيتميز اللون عن
الطعم بذاته لا بمكان وزمان . ويتميز العلم عن القدرة
والإرادة بذاته وإن كان الجميع شيئا واحدا . فإذا تصور
أعراضا مختلفة الحقائق فبأن يتصور أشياء مختلفة الحقائق
بذواتها في غير مكان أولى" (انتهى)
فواضح مما تقدم أن للروح علاقة مع الحيز المكاني بطريقة
لا تدركها العقول . أما القول بأنها منافية للعقول فقول
مناف للحقيقة كما رأيت فلماذا لا يجوز أن يوجد بين الله
والعالم المادي علاقة تشبه هذه العلاقة وأن تتم تلك العلاقة
في تجسد الكلمة ؟
الاعتراض الرابع
ولرب معترض يقول أن التجسد يقيد الإله بحدود الزمن .
ولما كان الزمن والحدوث يتضمن كل منهما الآخر فالتجسد
يقيد الإله بالحدوث .
فالجواب على هذا الاعتراض شبيه بجوابنا على مشكلة الحيز
. |