تعالى يملأ حيزا أو هو منزه عنه أو متعال عليه . وغاية
القول أننا نشغل حيزا ولله تعالى علاقة بنا فله تعلق إذا
بالحيز بوجه من الوجوه وليس في وسع الإنسان أن يشرح كيفية
ذلك على الإطلاق .
وليت شعري من ذا الذي يستطيع أن يبين كيف يثبت الله
علاقته بالحيز المكاني وكيف يحل في ذلك الحيز . وما هي
الطريقة لذلك ؟
(١) نرى أولا أن تنازل الله للخلق والتعلق والوحي
قد اقتضى ضرورة نسبة الاعتبارات المكانية إليه . بل إن
نفس أفكارنا وأقوالنا وأفكار الوحي وأقواله تشهد لهذه
الحقيقة . ذلك باعتبار إعلانه لنا بعض الأمور كإشارته
إلى "العرش" و "السماء" و"إرسال
رسول" و "الرؤية" و "السماع"
وغير ذلك من الأمور المنسوبة إليه تعالى فإن لكل من هذه
الإشارات وأمثالها تعلقا بالحيز المكاني يمثل لنا صورا
مكانية .
ويستوي في هذا كلام المسلم والمسيحي إذ أن كلا منهما
يلجأ إلى أمثال تلك الألفاظ للتعبير عن بعض الحقائق .
فالمسلم يقول أن الله مستو على العرش تحمله الملائكة وتطوف
به ملائكة أسمى وتحيط به من فوق ومن تحت وحواليه ملائكة
آخرون وهلم |