لا يتغير وبما أن العالم حى لوجود العقل
والنفس فيه فيسميه أفلاطون " إلهاً ثانياً "
وهنا أظهر فكراً سامياً أفضل من قول الوثنيين بتعدد الآلهة
ولكنه يصعب جداً أن نقول أنه كان يؤمن بإله واحد لأنه
كان يسلم بوجود آلهة الوثنيين ولم يظهر أنه كان يؤمن بخالق
ذى ذاتية وكان يعتقد بقول وثنيّى اليونان أن الآلهة هى
أبناء السموات والأرض وكان يقول أن الخالق يعتبرها آلهة
الآلهة. وفى الغالب أنه من وجهة لم يعبد هذه الآلهة ومن
الوجهة الأخرى لم يعتبر الخالق مالك وحافظ العالم الذى
خلقه لأنه قال بعدئذ أن الخالق بعد أن أرسل الآلهة رجع
إلى حالة السكينة التى كان عليها قبل الخليقة وأن عقل
ونفس العالم يشبهان تماماً عقل ونفس الإنسان وأن السيارات
لا شك أنها ذات نفس حية لما لها من الحركة الدائمة.
كان يوجد فى الإسكندرية فيلسوف يهودى اسمه فيلون وكانت
آراؤه التى اقتبسها من حكمة المصريين متفقة بعض الإتفاق
مع آراء أفلاطون وقد زعم بعضهم أن هذا الفيلسوف علم تعليم
الثالوث ولكن ليس الأمر كذلك بل كان يؤمن بوحدة الله لأنه
كان يهودياً وتعلم ذلك من الكتاب المقدس وبما أنه كان
شاعراً باطنياً كان يستعمل عبارات مجازية لا حقيقية فيشرك
بالله بعض صفاته أو أفعاله وبهذه الكيفية |