و " إن اعترفنا
بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا
من كل إثم " ( ١ يوحنا ١:٩ ).
ولذلك لتقترب إلى الآب بكل يقين
كاشفاً كل مافى قلبك أمامه. فإذا فعلت ذلك، تيقن أنه
بسبب أمانة وعدل ذاك الذى حمل خطايانا، والذى هو حى
يشفع فينا، فإنه يمنحك الغفران. وإذ يفعل هو ذلك تأكد
أن النعمة ستعطيك غيرة أكثر لئلا تسقط مرة أخرى فتحزن
تلك المحبة الأمينة غير المتغيرة.
الصعوبة الخامسة
والعشرون
إن لم أكن من المختارين فلن أقدر
أن أخلص. ولا يمكننى أن أؤمن مالم يمنحنى الله القوة.
هذه هى المحصلة لإحدى أنواع مكائد
إبليس الخبيثة، لكى يضمن من جهة أن تبقى النفوس التى
استيقظت فى حالة من البؤس، ومن جهة أخرى أن تتمسك النفوس
القاسية معانقة أغلالها، وملقية على الله نفسه ملامة
بقائهم فى الخطية وعدم الإيمان. إنه العدو الذى يزيف
الحق إذ يسىء تطبيقه.
فالله الآن يتحدث إلى الخاطئ كخاطئ،
والقديس كقديس. الإنسان يحاول أن يسوى بين العالى والمنخفض
حتى يجعلهما معاً، لكن الله لا يفعل ذلك.
فالله له مطالب عادلة تجاه كل خاطى،
وهذه المطالب لن يتنازل عنها مطلقاً. والإنسان مسئول
أمام الله، ومهما تذرع بأى حيلة ماكرة فلا يمكنه أن
يفلت أو يتزحزح شعرة تجاه مسئوليته أمام الله. |