أنا لا أستطيع أن أؤمن بأنى خالص
. . وأنا أخشى أن لا يكون إيمانى قوياً بكفاية . .
إن البعض يتكلمون كما لو كان الله
يمنح الخلاص لأولئك الذين لابد أن يبلغ إيمانهم قياساً
معيناً. هذا القياس فى نظرهم إنهم يستطيعون أن يصدقوا
أنفسهم بأنهم خلصوا. لكن هذا معناه أنهم يصنعون مخلصاً
لهم من إيمانهم. ومرة قال واحد متحير فى نفسه "
أنا أخشى إننى لست واحداً من المختارين " .
ولماذا تقول أنت مثل هذا القول؟
جوابك هو " لأننى لست أملك إيماناً كافياً لأن
أصدق أننى مبرر" .
وحتى لو كان لك مثل هذا الإيمان
فلا يمكنك أن تتبرر به. والله لا يطلب منك أن تؤمن بهذا
لأجل الخلاص. الله لا يقول: إن كنت تؤمن بأنك مبرر،
تتبرر، بل يقول إن كنت تؤمن بابن الله الذى أنا بذلته
لأجلك والذى قام ثانية فلك الحق فى ان تعرف من كلمتى
أنك مبرر ( أعمال ١٣:٣٨ و ٣٩ ).
إن الإيمان العظيم يوصل صاحبه إلى
تعزية كبيرة لكن لا يوصل صاحبه إلى خلاص أكبر من الإيمان
القليل. " اذهبى بسلام " هذه الكلمة قالها
الرب مرتين فى ( لوقا ٨:٤٨ وفى لوقا ٧:٥٠ ). لإمرأتين
إحداهما لمسته خائفة والأخرى لمسته واثقة.
والإيمان، مهما كان ضعيفاً، يتمسك
دائماً بالرب يسوع ويثق فى دمه الكريم لأجل الخلاص ولا
يسمح لشىء آخر أن
يتداخل. إنه يحتمى
فيه كباب الخلاص الوحيد. ولا يقبل أقل من هذا الخلاص.
إن قاتل النفس سهواً، الذى وصل
إلى مدينة الملجأ فى أرض كنعان لم يكن آمناً بسبب عظمة
إيمانه وقوته، بل بسبب وصوله إلى ملجأ أعده الله. لربما
دخل أسوار المدينة وهو خائف يرتجف، ولربما كان داخل
الأسوار بلا خوف البتة وبلا أقل شك فى أمانه لكنه كان
يثق فى أنه وصل إلى الملجأ، وكان ذلك كافياً فى حساب
الله لطمأنينته وسلامته.
كذلك لم تكن سلامته مبنية على تصديقه
أنه فى مأمن. لأنه ربما اعتقد ذلك وهو فى بيته وهلك.
لكنه إذ استخدم وسيلة الله للسلامة والأمان، حُفظ سالماً
بقدر ما يستطيع ذلك الملجأ أن يحفظه وأن يحميه.
طبعاً قد يفكر فى يقظة عدو الخير
وكيف يعمل أى شىء يقف بين نفسه المؤمنة وبين المخلص.
لكن واقع الأمر هو أن الرب لم يزل يكلمه من الأعالى
مشجعاً إياه وقائلاً له " التفتوا إلى واخلصوا
يا جميع أقاصى الأرض " .
ومغبوط من يستطيع أن يقول:
لست
أريد حجة جديدة
ولست أريد سبباً يزيد يقينى
يكفينى أن المسيح مات عنى
وهذه حجتى الوحيدة