|
وعندما تبين للقرش البليد أن لوحة التزلق لم تكن
هي التي كان يسعى خلفها، أخذ يدور حول آدم تحت المياه. وفكر آدم محدثاُ نفسه بأن
القرش قد أصبح على الأقل بعيداً عنه بمسافة اثني عشر قدماً. ولكن القرش، بضربة
سريعة بذنبه، تحوّل من جديد متجهاً إلى فريسته، وآنذاك، شعر آدم بألم شديد حين تمكن
الوحش من اقتطاع جزء من لحمه، فتأكد آنذاك أنه قد فقد القوة على المقاومة. وإذ رأى
القرش يعود باتجاهه شعر بضياع الأمل بالنجاة تماماً.
وفجأة، ومن
مكان ما من ذلك المحيط الواسع، ظهر عدد كبير من الدلافين يسبحون باتجاه سمكة القرش
حيث أخذوا يقفزون ويخبطون المياه حول وجهه فأجبروه بذلك على الابتعاد عن ضحيته.
خلال ذلك الوقت، كان آدم قد تمكن من العثور على ما تبقى من لوح التزلق فتسلقه
مبتعداً به باتجاه الشاطئ حيث الأمن والسلامة، بينما كانت الدلافين لا زالت تعمل
على إلهاء القرش عن اللحاق بالضحية.
لقد احتاج آدم إلى عملية جراحية كبيرة،
ولكنه عاش ليتحدث عن معاناته وقصته.
ولنتأمل الآن في ما تقدمه لنا هذه القصة من
موعظة:
لقد أراد آدم مكواير في يوم جميل أن يمارس هواية يحبها، فمر في
اختبار رهيب أوشك أن يفقد فيه حياته. ولولا المساعدة التي تلقاها في الوقت المناسب
من هؤلاء المنقذين غير العاديين، لكان القرش قد مزّق جسده قطعاً عديدة. ربما
تبدو الحياة جميلة، وربما تفعل أنت الآن ما تحب أن تقوم به وأنت في غاية السعادة.
ولكن، إذا كنت تعيش حياتك بدون علاقة شخصية مع المسيح الرب والمخلّص، فإن وضعك وبغض
النظر عما يبدو عليه من سعادة، يخفي تحته كثيراً من المتاعب لا بل المخاطر أيضاً.
ربما ليس بقدرتك أن ترى تلك المخاطر أو أن تتعرف عليها، ولربما أنك لا تتوقعها؛
ولكنها مع ذلك موجودة، لا بل أنها في طريقها
إليك.
أنا وأنت ، وكل
الناس الآخرين معنا، قد أخطأنا بحق الله الكامل العدل والقداسة. ولكن الله لا يغفل
عن خطايانا. ونحن غالباً ما نفضّل اختيار طريقنا الذي نسلكه عوضاً عن اختيار طريق
الله. وهذا ما يجعلنا عصاة في نظر الخالق. وبسبب عصياننا تأخذ المتاعب بالظهور أمام
وجوهنا.
|
|
|
ربما أنك لم ترَ نفسك أبداً كإنسانٍ عاصٍ تجاه
الله ، ولكن هذا الأمر حقيقة واقعة. أقرأ ما قاله الله عنا جميعاً:
"ليس إنسان
بارّ، ولا واحد. ليس من يُدرك. ليس من يبحث عن الله. جميع الناسِ قد ضلّوا، وصاروا
كلهم بلا نَفع.. فِي طرقهم الخراب والشقاء؛ أما طريق السلام فلم يعرفوه؛ ومخافة
اللهِ ليست نصب عيونهم".
هذا هو تقييم الله لكل سلالة البشر، وهكذا هم
الجميع في نظره: الفقير، المتعلم، أو الجاهل.. كلهم بدون استثناء. ربما أنت تتنعم
بالنجاح في حياتك وفي صحتك وفي كل شيء يشتهيه قلبك، وبسبب ظروفك المريحة هذه ربما
تجد صعوبة في الاعتقاد بأن ليس هناك ما يمكن أن يجعل الله غير راض عنك. ولكن هذه
الآيات تُعبّر تماماً عن وضعك هذا الذي يشبه تماماً أقنية المياه المسدودة بسبب
الإهمال. "إذْ لا فرق، لأَنّ الجمِيع قد أخطأوا"، يقول الكتاب المقدس.
بسبب
الخطيئة، عرف العالم الموت الذي هو بحد ذاته أرهب من كل شيء آخر. والموت هو الحدث
الذي لا يمكن لأحد أن يعرف زمن حدوثه أو عن أي طريق يأتي. وسواء أتى الموت عن طريق
سمك القرش أو بسبب أزمة قلبية، فهو أساساً قد وُجدَ في هذا العالم بسبب الخطيئة.
وبعد الموت تأتي الدينونة. في هذا يقول الكتاب: "فكما أَنَّ مصِير الناسِ المحتوم،
هو أَنْ يمُوتوا مرَّة واحدة ثمّ تأْتي الدينونة".
إن الله بعظيم رحمته قد أوجد للإنسان طريقاً
يسلكه كي يتجنب الموت والدينونة. ويقول الكتاب المقدس: "الآب قد أَرْسلَ الابنَ
مخلّصاً للعالم" ، وكذلك: "ما أَصدقَ هذا القول، وما أجدره بالتصديقِ الكلّـي: إنّ
المسيح يسوع قد جاء إلى العالم ليخلِّص الخاطئين". وقد أخبرنا الإنجيل بما ما فعله
الله في يوم رحمته كي لا يضطر واحد منّـا إلى لقائه في يوم الدينونة.
ربما أنك
لم تفكر يوماً باللجوء إلى المسيح لتسعى إلى خلاص نفسك، ولكن عليك أن تتذكر بأنه هو
الطريق الوحيد للخلاص من تبعات الخطيئة. فإذا كنت حقاً تريد النجاة من الموت ومن
يوم الدينونة، فما عليك إلا أن تأتي إلى المسيح. "إذ ليس تحت السماء اسم آخر قدّمه
الله للبشر بِهِ يجب أن نخلص!"
كتبت بقلم ب. ب.
النهاية
|
|