|
|
صباح يوم صافٍ من أيام شهر حزيران، قام شاب يدعى
جيمس هوسكنز بالتسلق إلى أعلى مكان من قمة جبل أنجيلس حيث يمكن للرائي أن يمتع بصره
بمنظر من أروع المناظر في شمال أميركا. هناك إلى الشمال ولمسافة أميال عدة، كان
بإمكانه أن يرى مجموعة من تشكيلات مائية طويلة تعرف باسم مضيق جوان دي فوكا.
وتجاهه في نهاية المياه كان يمكن أن يرى التلال ذات اللون الأخضر الكاتم وجبال
جزيرة فانكوفر المغطاة بالضباب الخفيف. وإلى الغرب والجنوب والشرق من تلك النقطة
الممتازة كان يمكن أن يشاهد قمم جبال الأولمبيك الزرقاء الملتفّة
والمسنّنة.
هناك، كان رجل آخر قد تسلق الجبل نفسه مع أبنائه، ورغم كونهم غرباء
عن جيمس، فقد طلبوا منه أن يساعدهم على التقاط صورة لهم. وفي المقابل، قاموا هم
بالتقاط صورة له مع وعدهم بأن يبعثوا بها إليه. وفي تلك اللقطة، ظهر جيمس جالساً
متباعد الساقين على صخرة بركانية خشنة الملمس تشكّل قمة الجبل، ومن خلفه بدا وادٍ
عميق غزير النباتات والأشجار وقد ظهر وكأنه وراءه تماماً رغم المسافات الشاسعة التي
كانت تفصل بينهما. إضافة إلى ذلك ظهر وراءه أيضاً صف من الجبال بقممها المغطاة
بالثلوج والتي كانت بارتفاعها الشاهق تبدو وكأنها تحاول معانقة السماء.
|
|
|
وعندما حان وقت العودة، اتجه جيمس ناحية أسفل
الجبل، ولكنه أخطأ بأن أخذ طريقاً شقته الحيوانات البرية عوضاً عن الممر الرئيسي
الذي كان يجب عليه اتخاذه. في البداية، بدا له الطريق سهلاً ولكنه بعد فترة أصبح
متعرجاً وضيقاً غير صالح لسير الناس، ولربما اعتقد جيمس أن الطريق لا بد أن يتّسـع
عند منعطف من المنعطفات فعزم على مواصلة السير عليه.
ثلاثة أيام مرت أُعلن
بعدها عن اختفاء جيمس لتبدأ عملية بحث لغاية إنقاذه. وحين سمع الرجل الذي التقط له
الصورة، أسرع إلى إبلاغ السلطات المختصة بأنه قد شاهده على جبل أنجيلس. ولكن وعورة
المنطقة التي اختفى فيها جيمس قد جعلت من عملية البحث التي دامت أربعة أيام عملية
غير مجدية.
وقام اثنان من أفراد حملة الإنقاذ بالسير على نفس الطريق الوعرة
التي سلكها حيمس، وبعد فترة قصيرة وعند بلوغهم مكاناً عميق الانحدار من ذلك الممر،
لم يستطيعوا أن يصدقوا بأنه يمكن أن يخطر ببال إي إنسان أن يحاول سلوك هذا الممر
لما هو عليه من خطورة عظيمة. رغم ذلك، تابعوا مسيرتهم لأنهم كانوا مصممين على
التمسك بأي أمل مهما كان ضئيلاً للعثور على جيمس. ولكنهم بعد أن توغلوا في سيرهم
بلغوا منحدراً من الصخور المفتتة رأوا عليه آثار تزحلق وكان المنحدر شبه عمودي
يقارب الخمسين قدماً بطوله وينتهي عند جرف صخري ينحدر بضعة مئات أخرى من الأقدام.
واقتنع الرجلان أن آثار التزحلق لم تكن إلا لجيمس، فانطلقا بحذر باتجاه أسفل
المنحدر وهناك وجدا جسده وتبين لهما أنه قد مات بسبب شدة الارتطام الذي جاء نتيجة
تزحلقه وسقطته الرهيبة.
إن الجبال بسبب ارتفاعاتها الشاهقة هي دائمة بالغة
الخطورة وهي لذلك تفرض علينا احترامها. وحياتنا نحن هي أشبه ما تكون برحلة نسير
خلالها باتجاه منحدر الجبل حيث توجد ممرات عديدة، ولكن واحداً فقط من هذه الممرات
هو الممر الذي يوصلنا إلى الشاطئ الأمين. هذا الممر هو المسيح الذي أعلن عن نفسه
قائلاً: "أنا هو الطريق، والحق والحياة". إن المسيح هو الممر لأنه من خلاله
فقط يمكن للإنسان أن يعرف الله. فهل أنت راغب بمعرفة الله؟
|
|