"يا صاحبي"، قال رامبهو، وقد تصلب كل جسده، "هذه اللؤلؤة هي أعظم من أن يكون لها ثمن. ليس هناك لدى إنسان في العالم ما يكفي من المال لدفع الثمن الحقيقي لهذه اللؤلؤة، وإن مليوناً من
الروبيات لن يكفي لشرائها لو عرضت في السوق. أنا لن أبيعها. يمكنك الحصول عليها فقط كهدية."
"لا يارامبهو، لا يمكنني قبول ذلك. إن رغبتي في الحصول على هذه اللؤلؤة عظيمة جداً ولكني لا أستطيع قبولها على هذا الشكل. ربما تعتقد أن مردّ ذلك هو اعتدادي بنفسي ولكني لا أرغب
بالحصول عليها بهذه السهولة. إنني أفضّل أن أعمل لأستحق الحصول عليها."
وبدا الذهول على وجه الغطاس ثم قال: "يبدو أنك لا تفهم يا صاحبي ما تعنيه لي هذه اللؤلؤة. ألا ترى؟ إن ابني الوحيد قد بذل حياته للحصول على هذه اللؤلؤة، وأنا لن أبيعها بأي ثمن. إن
قيمتها الحقيقية هي دم وحياة ابني. ليس بمقدوري بيعها، ولكن اسمح لي بأن أقدمها لك. ما عليك إلا أن تقبلها كرمز للحب الذي أكنّه لك."
ولبرهةٍ شعر المبشّر وكأنه قد أصيب بصدمة ولم يعد يستطيع الكلام، ولكنه بعد ذلك قبض على يد الرجل العجوز وقال له بصوت منخفض، " رامبهو، ألا ترى أن هذا هو بالضبط ما كنت تقوله لله."
وتطلّع الغطاس بنظرةٍ مليّة إلى وجه المبشّر وكأنه يبحث فيه عن شيء ما، ثم ظهرت على وجهه إمارات تشير إلى أنه أخذ يفهم الحقيقة. آنذاك خاطبه المبشّر قائلاً: "إن الله يقدّم لك حياة
أبدية كهدية مجانية. هدية عظيمة لا تقدّر بثمن ولا يستطيع إنسان على هذه الأرض شراءها. لا يستطيع إنسان على هذه الأرض أن يربحها بجهده. وليس هناك إنسان صالح كل الصلاح لدرجة يكون
فيها مستحقاً لها. لقد كّلفت الله دم وحياة ابنه الوحيد ليؤمّن لك الدخول إلى السماء. إنك لو حججت مئة مرة فلن تستطيع أن تدخل الجنة. كل ما يمكنك فعله هو أن تقبل العطيّة كرمز لمحبة
الله لك أنت الإنسان الخاطئ. إنني أقبل بالطبع يا رامبهو اللؤلؤة بكل تواضع رافعاً دعائي إلى الله أن يجعلني مستحقاً لمحبتك. أفلا تقبل أنت أيضاً يا رامبهو، من الله وبكل تواضع، عطية
الحياة الأبدية العظيمة رغم معرفتك بأنها قد كلّفته موت ابنه ليقدمها لك؟"
"وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا." (رومية 6 : 23 )
وانحدرت الدموع على وجنتي الرجل العجوز . لقد رُفِعَ الحجاب عن بصيرته واستطاع أخيراً أن يفهم.
"يا صاحبي، إنني أرى الآن. إني أؤمن بأن المسيح قد بذل نفسه من أجلي. إني أقبله."
"شكراً لله على عطيته التي تفوق الوصف"
(2 كورنثوس 9 : 15)
"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ"
(يوحنا 3 : 16)
النهاية
|