الاعتراض الخامس
وهو قولهم أن التجسد ينسب الضعف والمسؤولية إلى الله
تعالى .
لا يأذن لنا الوقت أن نطيل الكلام على هذا الاعتراض
ولكننا سنبحث فيه بالإسهاب عند الكلام عن الكفارة . فيكفي
أن نتذكر هنا :
(١) أن المفعولية في حد ذاتها هي من الصفات اللازمة
للفاعلية . ولذلك لا بد للإله الحي من الاتصاف بها . وقد
أثبتنا سابقا أن إله المسيحيين المثلث الأقانيم هو متصف
بكلتا الفعلية والمفعولية في ذاته وهذا يدحض زعم الذين
يقولون أن الكفارة تقتضي المفعولية .
(٢) قد أثبتنا أيضا أن انتساب الله إلى العالم
واتصاله به يقتضيان المفعولية بمعنى أن الخلق لا يربط
فقط المخلوق بالخالق بل يربط أيضا هذا بذاك . وبعبارة
أخرى أن تعلق الله بالعالم يقتضي أن تكون العلاقة بين
الخالق والمخلوقات عموما (وبين الخالق والمخلوقات العاقلة
خاصة) علاقة متبادلة وذلك لأن لكل فعل أثرا لازما والفاعلية
لا يمكن أن تتجرد عن المفعولية أبدا .
(٣) أما قولهم أن التجسد ينسب الضعف إلى الله
فعار عن |