تم بإلهام الروم القدس وبهذا الاعتبار نستطيع أن نقول
بأن اله تجسد ولكننا لا ننسب التجسد إلى أقنوم الآب أو
أقنوم الروح القدس .
والمسيحيون يقرون بأن في هذه العقيدة سرا يفوق العقول
ولكنه لا يناقضها .
ولنورد لإيضاح ذلك مثلا آخر . فنفسي بملئها هي في يدي
التي أكتب بها ولكنها ليست محصورة في اليد . كذلك يقال
أن الله بملئه في يسوع المسيح ولكن الذات لم تكن محصورة
في شخص الإنسان يسوع المتجسد . وكلا الأمرين سر عظيم .
وإذا أنكر معترض أن نفسي كلها هي في يدي سألته : "أي
جزء من نفسي هو في يدي وأي جزء منها ليس كذلك ؟"
وهل يمكن تجزئة النفس ؟ كلا ! فقد ثبت إذن أن ملء الذات
كان في أقنوم المسيح ومع ذلك لم يكن محصورا فيه .
الاعتراض الثاني ـ التجسد والصيرورة
جاء في الإنجيل قوله "والكلمة صار جسدا" وقد
اعترض المعترضون على هذه الآية فقالوا أنها تقول بصيرورة
الذات جسدا مع أنه لا يجوز نسبة الصيرورة إليه تعالى لأنه
كائن. |