و يقول : " لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة "
( التوبة 25 ) . لكن نصر الله لهم مقرون بنصرهم لله :
" إن تنصروا الله ينصركم " ( 47 : 7 ) ، "
و لينصرن الله من ينصره " ( 22 : 40 ) ، " و
ليعلم الله من ينصره " ( 57 : 25 ) .
و الفتح مقرون بمغفرة ذنوب النبى : " إنا فتحنا
لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك ز ما تأخر
" ( الفتح 1 – 2 ) . مهما كان الذنب المتقدم و الذنب
المتأخر ، فإن الغفران منه مقرون بالفتح : فهل فى الفتح
من ذنب يقتضى الغفران ؟
و فى ( اسباب نزول ) آية التوبة : " و منهم من
يقول : ائذن لى و لا تفتنى " ( 49 ) نقل السيوطى
: " أخرج الطبرانى عن ابن عباس أن النبى صلعم قال
: أغزوا تغنموا بنات الأصفر ! فقال ناس من المنافقين :
إنه ليفتنكم بالنساء ! فنزلت " .
و آخر ما نزل من القرآن على قول بعضهم سورة النصر :
" إذا جاء نصر الله و الفتح ، و رأيت الناس يدخلون
فى دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك ، و استغفره ، إنه
كان توابا " . نفهم الأمر بالتسبيح لله إذا جاء نصر
الله و الفتح ، لكن لا نفهم الأمر بالاستغفار بعد نصر
الله و الفتح ؟ و هذا الأمر بالاسغفار ، بعد النصر و الفتح
، له فى آخر القرآن ، يجعل آية الحديد و السيف مشبوهة . فليس فى فلسفة الجهاد و النصر و الفتح من معجزة إلهية
: " قل : يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم
" ( السجدة 29 ) .
أجل إن الفتوحات النبوية كانت بطولات : لكن " التأييدات
الربانية " فيها لم تكن معجزات .
و المبدأ القرآنى القاطع أن المعجزات منعت عن محمد منعا
مبدئيا وواقعيا ، يمنع أن نرى فى إشارة القرآن إلى تلك
" التأييدات الربانية " معجزة . قال الاستاذ
دروزة 1 : " أما التأييدات الربانية للنبى صلعم
و المسلمين التى تضمنت اخبارها آيات قرآنية عدة ، مثل
آيات سورة الانفال ( 9 – 13 ) و مثل الذى جاء فى سورة
الاحزاب ( 9 ) فإنها ، كما هو ظاهر من نصوصها و روحها
، لا تدخل فى عداد معجزات التحدى . و بالتالى فإنها ليس
من شأنها نقض الموقف السلبى العام الذى تمثله الآيات القرآنية
" .
|